المحبب، وأخذ الرجال والنساء يعودون إلى الدين القديم، أو يهبون أنفسهم لأديان جديدة، ووافقهم الفلاسفة على هذا وذاك. وغصت رومة وقتئذٍ بأولئك الفلاسفة، فمنهم من دعاهم أورليوس، ومنهم من رحب بمجيئهم، ومنهم من سمح لهم بالإقامة. وقد أفادوا كل الإفادة من كرمه وسلطانه، فازدحم بهم بلاطه، ونالوا منه المناصب والهبات، وألقوا ما لا يحصى من المحاضرات، وافتتحوا كثيراً من المدارس، ووهبوا العالم في شخص تلميذهم الإمبراطور مجد الفلسفة القديمة وانحلالها.