الفصل الثاني
ولد قبل مرثون بثلاث سنين رجل أصبح فيما بعد صاحب السلطة العليا على جميع قوى أثينة المادية والروحية في خلال عصر عظمتها ومجدها. وكان والده زنثبوس Xanthippus ممن حاربوا في سلاميس، وقد تولى قيادة الأسطول الأثيني في معركة ميكالي، واسترد مضيق الهلسبنت لبلاد اليونان. وكانت أجرستي صلى الله عليه وسلمgariste أم بركليز حفيدة المصلح كليسثنيز، ولهذا فإن نسبه من جهة أمه يتصل بأسرة الألقميونيين القديمة. وفي ذلك يقول بلوتارخ: "ولما قرب يوم مولده رأت أمه في منامها أنها ولدت أسداً، وبعد بضعة أيام ولدت بركليز - وكان جسمه كاملاً سوياً في كل شئ ما عدا رأسه، فقد كان طويلاً بعض الطول غير متناسب مع جسمه" (10) وكثيراً ما سخر نقاده من طوله. وتعلم الموسيقى على دامون عز وجلamon أشهر معلميها في زمانه، وعلمه فيثاغورس الموسيقى والأدب، واستمع إلى محاضرات زينون الإيلي في أثينة، وأصبح صديقاً وتلميذاً للفيلسوف أنكساغوراس. وتثقف في أثناء نموه بثقافة عصره السريعة النماء، وجمع في ذهنه واستخدم في سياسته جميع نواحي الحضارة الأثينية - الاقتصادية، والعسكرية، والأدبية، والفنية، والفلسفية. ومبلغ علمنا أنه كان أكمل إنسان أنجبته بلاد اليونان جميعها.
ولما رأى أن مبادئ الحزب الألجركي لا تتمشى مع روح العصر انضم من بداية حياته العامة إلى حزب "الديموس" (الشعب) أي سكان أثينة الأحرار. وكانت كلمة "الشعب" وقتئذ، كما كانت في أمريكا إلى أيام جفرسن، تفترض فيمن تطلق عليه بعض القيود الخاصة بالملكية. وكان حين