يقول لا كاس: "إن الإمبراطور ذكر أنه أزعج مرارا السير هدسون لو في أثناء المناقشة"· "لقد كنت متعكر المزاج تماما· لقد أرسلوا إلي أكثر من سجان· إن السير هدسون لو جلاّد بكل معنى الكلمة··· ولابد أن يكون غضبي قد ازداد بقوّه لأنني كنت أشعر باهتزاز ربلة ساقي (بطة ساقي) اليسرى"·
وسيطر السير هدسون على نفسه وانسحب، ولم تجر بينهما أية مناقشات بعد ذلك·
إن الجانب المثير والداعي إلى الدهشة في حياة الحبس هذه هو الإخلاص الدائم والعميق لهؤلاء المساعدين الذين صحبوا نابليون إلى سانت هيلينا ومن المفترض أن عطر الشهرة المُسْكر قد حفزهم على المزيد من خدمته، لكن إصرارهم على هذا ومثابرتهم عليه رغم قيود المنفى وحنينهم إلى وطنهم، يكاد يضفي على ذكراهم طابعا أسطوريا صلى الله عليه وسلمrthurian Legend، فهم قد واصلوا إخلاصهم بل وتعاركوا متنافسين على خدمة الإمبراطور، رغم المناخ القاسي المسبب للإحباط، ورغم حاكم الجزيرة غير المقبول منهم· لقد كان إخلاصهم نبيلا رغم الغيرة·
وكان أنبلهم جميعا هو الكونت هنري - جراتيا بيرتران Henri-Gartien رضي الله عنهertrand (1773 - 1844) · لقد دخل التاريخ كمهندس في أثناء معركة نابليون الأولى في إيطاليا· وفي الحملة الفرنسية على مصر قاد كتيبة في معركة الأهرام، وجُرِح في أثناء معركة أبي قير، وكانت الجسور التي أقامها على الدانوب في معركة 1809 تُعد على وفق تقدير نابليون من أجمل الكباري (الجسور) منذ عهد الرومان·