وأمر نابليون في الساعة الحادية عشرة صباحا جيشه ببدء الهجوم على قلب (مركز أو وسط) العدو حيث كان المقاتلون من الاسكتلنديين الأشداء · وقاد ني Ney قواته باندفاعه وبسالته المعروفين لكن البريطانيين ثبتوا وراحوا من وراء تل بعد تل ينشرون الموت بالجملة بمدافعهم (التي أخفوها عن الأعين) في صفوف الفرنسيين الذين اعتراهم الهلع· وفي نحو الساعة الواحدة بعد الظهر رأى نابليون من موقع المراقبة جنوب غرب العمليات جيشا في أقصى الشرق يتحرك صَوْب ميدان العمليات، فأخبره أسير ألماني أن هذه القوات هي طليعة قوات بولو رضي الله عنهulow البروسية تتقدم لمساعدة ولينجتون
فأرسل نابليون كتيبة بقيادة الجنرال لوبو لوقف القوات البروسية المتقدمة، وأرسل إلى جروشي لمهاجمة بولو (بولوف) رضي الله عنهulow ثم القدوم لمساعدة الجيش الفرنسي الرئيسي ضد ولينجتون وفي نحو الساعة الحادية عشرة صباحا توجه جروشي شمالا بين جمبلو Gembloux وويفر فسمع صوت إطلاق المدافع قادما (أي الصوت) من الغرب، فحثّه الجنرال جيرار Gerard ليكفَّ عن ملاحقة بلوخر وأن يشق طريقه عبر المنطقة ليضم جنوده البالغ عددهم 30,000 إلى قوات نابليون، والتقى جروشي بجزء من قوات بلوخر وهزمها، ودخل ويفر فاستراح بقواته بعد أن وجد بلوخر قد ابتعد بقواته·
لكن في هذا الوقت (الساعة الرابعة عصرا) كانت معركة واترلو في ذروتها: تلاحم صاخب بين رجال يقتلون ويُقتلون (بضم الياء) يفقدون ضربات إستراتيجية أو يستعيدونها، يواجهون الخيول المندفعة يتلقَّون ضربات السيوف أو يروغون منها، يسقطون ويموتون في الوحل· وفر الآلاف من الجانبيْن تاركين ساحة الوغى· وقضى ولينجتون جانبا من وقته يُرهب الفارين للعودة إلى مواقعهم· وتولّى ني Ney مهمّة بعد مهمّة ومسئولية بعد مسئولية، وماتت تحته أربعة خيول·