قصه الحضاره (صفحة 16098)

لقد كان نابليون قد بدأ يدفع حساب سنواته المزدحمة بالأحداث حيث كان يأكل بعجلة ويضاجع بعجلة ويعاني غاية التوتر وهو فوق العرش أو في ميدان المعارك وأخيرا وجد سلواه في الأكل بنهم· وبعد ذلك بست سنوات أثبت تشريح أعضائه بعد مماته وجود ست علل· والآن في واترلو كان عليه أن يظل ممتطياً جواده طوال ساعات بينما هو يعاني من داء البواسير، وكان يعاني من حصوات في المثانة، وكان عُسر البول يتطلب منه محاولة التبول مرارا وغالبا ما يكون ذلك في أوقات غير مناسبة· وربما يكون السرطان الذي أودى بحياته وحياة أبيه قد بدأ فعلاً في التغلغل في بدنه· هذه المتاعب قد ثبطت من همته وأثرت في شجاعته وصبره وثقته:

لم أعد أجد في نفسي الإحساس بالنجاح النهائي··· إنني أحس أن الحظّ قد تخلّى عني ومع هذا فقد أكّد لجنرالاته الذين اعتراهم الخوف (من المفترض أن ذلك لتقوية عزيمتهم): إذا تم تنفيذ أوامري بشكل جيد، فسننام الليلة في بروكسل·

لكن جنرالاته كانوا يرون الموقف بشكل أوضح· لقد نصحه صول Soult أن يأمر جروشي Grouchy بالاتجاه بقواته البالغ عددها 30,000 غربا بالسرعة الممكنة لينضم إلى الهجوم، لكن بدلاً من ذلك سمح نابليون لهم أن يضيعوا الوقت وأنفسهم في مطاردة قوات بلوخر شمالاً حتى ويفر Wavre، ومن المفترض أنه كان يأمل أنه إذا اتجه البروس غربا لمساعدة ولينجتون لاستطاع جروشي مهاجمة المؤخرة· وقد ارتكب ولينجتون على وفق ما ورد في تحليل لاحق سلسلة من الأخطاء المماثلة بتركه 17,000 من رجاله بالقرب من بروكسل لمواجهة هجوم فرنسي جانبي على طرقه المهمة والحيوية المؤدية إلى البحر·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015