وكانت الخطوة التالية، بعد اختيار الحكومة هي تنظيم جيش· لقد كان لويس 18 قد شعر بعدم جدوى الجيش سوى لضبط الأمور الداخلية، وبالتالي فقد ألغى التجنيد الإلزامي وقلّص القوات العسكرية إلى 160,000 رجل، فأعاد نابليون التجنيد الإلزامي في شهر يونيو لكن هؤلاء الشباب المحظوظين لم يكونوا قد جُنّدوا عندما أنهت معركة واترلو الحرب· ودعا نابليون الحرس الوطني للاستعداد لأداء خدمات عسكرية كاملة بما في ذلك الحرب ضد الأجانب، فرفض كثيرون منهم، ولم يمثل سوى 150,000· وبهؤلاء وبعض المتطوعين بالإضافة إلى الجيش القائم أصبح في إمكانه أن يحشد في يونيو 300,000، مَرْكَزَ معظمهم في الدوائر (المحافظات) الشمالية وأمرهم بانتظار أوامر أخرى·
وفي هذه الأثناء كررّ مرة أخرى أعماله الجليلة كما كان في سنة 1813 و1814 بتدبير المؤن والمواد اللازمة للجيش الجديد· واستورد سرا البنادق والمدافع من إنجلترا عدوته الأثيرة· ولم يستطع استخدام كل مارشالاته السابقين لأن بعضهم نذر نفسه لخدمة لويس الثامن عشر، لكن كان لا يزال في خدمته كل من ني Ney ودافو عز وجلavout وصول Soult وجروشي Grouchy وفاندام Vandamme· ودرس خرائط الطرق والتضاريس وتقارير تحركات العدو وخطط لكل الجوانب الكبيرة في المعركة القادمة· وفي هذا التخطيط كان في ذروة تألقه العقلي وفي ذروة سعادته· ورغم أنه كان يقبض على زمام الحكم إلاّ أن مهمته الثالثة ألا وهي كسب الدّعم الجماهيري، كانت هي الأصعب من مهامه الثلاث - لقد كانت كل العناصر تقريبا - فيما عدا الملكيّين - يطالبون بالتزامه بدستور يحمي حرية الحديث والصحافة ويجعله مسئولاً أمام برلمان منتَخَب· وكان هذا ضد مزاجه على نحو موجع، لأنه كان قد اعتاد لفترة طويلة على الحكم المطلق، وشعر أنّ موجّها (مُرشدا) مقتدرا حسن النوايا مثله أفضل للبلاد من برلمان اللَّغو والمناقشات، ومع هذا ففي إيماءة منه للتسوية أرسل يستدعي بنيامين كونستانت (6 أبريل) لصياغة دستور لتهدئة الليبراليين دون أن يُغِلّ يد العرش·