قصه الحضاره (صفحة 16085)

لقد تعهّدت كل من روسيا وبروسيا والنمسا وإنجلترا بأن تقدم كل منها 150,000 مقاتل لخوض معركة جديدة لإخفائه من فوق مسرح الأحداث، ولم تكن هذه الدول وحدها، فقد قامت فدرالية الراين الجديدة بل وسويسرا الصغيرة بالإسهام في تكوين حاجز بشري ضده وتقديم المال اللازم للانقضاض عليه· وأرسل لهم نابليون عرضاً ذليلا للمفاوضات دون إراقة دماء فلم يتلقَّ منهم ردا، وناشد والد زوجته (إمبراطور النمسا فرانسيس الثاني) للتدخل لصالحه لدى المتحالفين الآخرين ضده، فلم يتلق منه ردا، وكتب لزوجته (ماري لويز) يتوسّل إليها أن تُلين عريكة والدها، ومن الظاهر أن الرسالة لم تصل إليها· وفي 25 مارس أعلن الحلفاء أنهم لن يشنوا الحرب على فرنسا ولكنهم لن يُبرموا أبداً سلاماً مع نابليون بونابرت مخافة أن يقود فرنسا ثانية - راغبةً أو غير راغبةٍ - في حرب أخرى تزعزع مؤسسات النظام الأوربي·

لم تكن فرنسا موحّدة بأية حال في مواجهة حلفاء متحدين· لقد ظل فيها آلافُ الملكيين للدفاع عن قضية الملك الغائب (لويس 18) وتنظيم دفاعاتهم وفي 22 مارس رحب مئات من الملكيين بالملك (لويس18) عند وصوله إلى ليل Lille هاربا من باريس وحزنوا عندما تركهم مواصلا طريقه إلى جنت Ghent ليكون مرة أخرى تحت حماية القوات الإنجليزية - وفي الجنوب الفرنسي كان الملكيون أقوياء قوَّة تمكنهم من إحكام السيطرة على بوردو رضي الله عنهordeaux ومرسيليا· وفي الغرب الفرنسي هب إقليم فندي الكاثوليكي شديد التمسك بكاثوليكيته، هب مرَّة أخرى حاملا السلاح ضد نابليون الذي كانوا يعتبرونه ملحداً اضطهد باباهم، وتحالف مع قاتلي الملك، وكان حليفا لليعاقبة crypto-Jacobin في السر كما كان مدافعا عنيدا عن الاستيلاء على أموال الكنيسة· وفي مايو سنة 1815 أرسل نابليون 20,000 مقاتل لقمع هذا العصيان المسلح في إقليم الفندي Vendee، لكنه في وقت لاحق راح يندم على ذلك فلو أن هذا العدد من الجنود (20,000) قد انضم إليه في معركة واترلو فربما كان قد ربحها·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015