قصه الحضاره (صفحة 16071)

وفي 3 يناير 1815 كوّن كل من فرنسا والنمسا وبريطانيا العظمى تحالفاً ثلاثياً Triple صلى الله عليه وسلمlliance ليؤازر بعضُهم بعضَهم الآخر للحفاظ على توازن القوى· وعندما وُوجهت روسيا بهذا التحالف الجديد سحبت كل دعاوٍى لها في بولندا، ووافقت بروسيا - بعد أن استعادت ثورن Thorn وبوزن Posen - على أن تحصل على خُمْسَيْ سكسونيا فقط· لقد أصبح من حق تاليران أن يفخر بأنه حوّل بدبلوماسيته فرنسا من متسوّل مُهان إلى قوة كبرى مرة أخرى·

وبعد نحو تسعة أشهر من المساومة أعاد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو المجتمعون توزيع أراضي أوروبا على وفق المبدأ القديم - تبقى الأسلابُ للمنتصرين إن كانوا مازالوا أقوياء قوّة تمكّنهم من الاستيلاء عليها، وظهر هذا واضحا في قرارات مؤتمر فيينا الصادرة في 8 يونيو 1815· واحتفظت مالطة باعتبارها مركز حراسة تابع لها في قلب البحر المتوسط، وبسطت حمايتها على الجزر الأيونية كمراكز حراسة تابعة لها في الأدرياتك صلى الله عليه وسلمdriatic وشرق البحر المتوسط· وأعادت بعض المستعمرات الفرنسية والهولندية التي كانت قد استولت عليها في أثناء الحرب، لكنها احتفظت لنفسها بمستعمرات أخرى لم تردها (خاصة سيلان ورأس الرجاء الصالح) واستعادت سيطرتها على هانوفر ورتّبت تفاهماً مشتركاً قوياً مع مملكة الأراضي المنخفضة Netherlands الجديدة التي تضم الآن هولندا وبلجيكا وبالتالي تضم بين جنبيها مصبَّات نهر الرّاين·

وعانت بولندا من تقسيم جديد مع بعض التحسينات· وتسلّمت بروسيا المناطق المحيطة بكلٍّ من بوزن Posen ودانزج (دانتسج عز وجلanzig) ، وتسلمت النمسا جاليسيا Galicia، وتسلمت روسيا دوقية وارسو (فرسافا) الكبرى التي أصبح اسمها مملكة بولندا وأصبح القيصر الروسي ملكاً عليها كما أصبح لها دستور ليبرالي·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015