قصه الحضاره (صفحة 16042)

وُترك لكل جيش من هذه الجيوش حرية القتال لشق طريقة إلى باريس بشكل مستقل· وفي مواجهة هذه الجيوش أعد نابليون جيش الميسرة Left بقيادة أودينو Oudinot لإيقاف بيرنادوت، وجيش الوسط بقيادة ني Ney لمراقبة بلوخر رضي الله عنهlucher وجيش الميمنة بقيادته هو نفسه (نابليون) لحراسة الطرق التي قد يُطلق عبرها شفارتسنبرج من بوهيميا عدداً كبيراً من قوّاته لقد كانت هناك عيوب في الموقف الفرنسي لم يكن يمكن كما هو واضح تجنبها؛ لم يكن نابليون بقادر على استخدام خطته التي استخدمها في إيطاليا بالتركيز بكل قواته على أحد الجيوش، فهذا قد يودي إلى فتح الطريق إلى باريس للجيشين الآخرين أو أحدهما،

وكان يتعيَّن على جيشين من جيوشه أن يتحركا بعيداً عن الأثر المحمّس الذي كان يتركه وجوده في صفوف الجيش، وأدى عدم وجوده إلى حرمان هذين الجيشين من مناورته السريعة وتكتيكاته البارعة وفي 12 أغسطس بدأ بلوخر معركة خريف 1813 بالتحرك غرباً من برسلو (برسلاو رضي الله عنهreslau) لمهاجمة قوات ني Ney من كاتسباخ Katzbach في سكسونيا فأخذهم على غِرّة وفرّوا وقد تملكهم الذعر، فاندفع نابليون من جورليتس Gorlitz بحرسه الإمبراطوري وقوات الفرسان بقيادة مورا Murat لإعادة تنظيم قوّات ني Ney، وقادهم إلى نصر كلف قوات بلوخر 6,000 قتيل·

لكن في الوقت نفسه قاد شفارتسنبرج قواته البالغ عددها 200,000 شمالاً في هجوم سريع للاستيلاء على مقر القيادة الفرنسية في دريسدن· واستدار نابليون وكفّ عن متابعة بلوخر، وقاد 100,000 رجل مسافة 120 ميلاً في أربعة أيام، ووجد أن النمساويين يكادون يتحكمون في كل المرتفعات حول العاصمة السكسونية، وفي 26 أغسطس راح الجيش الفرنسي بقيادة الحرس القديم والحرس الجديد يهتف عاش الإمبراطور وهو - أي الجيش الفرنسي - يقتحم صفوف الأعداء ويحاربهم بضراوة شديدة حتى إن مورا Murat قاد سلاح الفرسان التابع له بتهوّر شديد كما كان يفعل أيام شبابه لدرجة أنه بعد يومين من المعركة، أمر شفارتسنبرج قواته بالتراجع مخلّفاً 6,000 من رجاله بين قتيل وجريح وأسير· وكان نابليون نفسه يوجه إطلاق المدافع فأصلى العدو ناراً كثيفة حامية·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015