وعلى أية حال فما من أمة يمكنها أن تعتمد على المتطوِّعين عندما يكون وجودها في خطر وعلى هذا فقد أمر فريدريك الثالث بالتجنيد الإلزامي لكل الذكور ما بين السابعة عشرة والأربعين، مع عدم قبول أي بديل (بمعنى عدم قبول تطوع شخص بدلاً عن الآخر) وكان هذا في اليوم نفسه الذي ناشد فيه شعبه القتال لتحرير البلاد· وعندما بدأ ربيع سنة 1813 كان لدى بروسيا 60,000 رجل مدرّب ومستعد للخدمة العسكرية· ومن بين الجيوش المختلفة التي كانت قد أتت من روسيا، كان هناك 50,000 رجل صالحين للقتال· وبهؤلاء الجنود البالغ عددهم 110,000 دخل إسكندر وفريدريك وليم المعركة التي كان عليها أن تقرر مصير نابليون وتكوين أوروبا·
وقد تحقّقا من أن هذا العدد قد لا يكون كافياً فراحا يبحثان عن حلفاء يمكنهم المساهمة بالرجال والأموال· وظلت النمسا لفترة على إخلاصها لتحالفها مع فرنسا فقد كانت تخشى أن تكون أول من يتعرض لهجوم نابليون إن هي انضمت إلى الحلف الجديد، وتذكر فرانسيس الثاني أنّ له أختاً في التاج الفرنسي· وكان الأمير بيرنادوت رضي الله عنهernadotte قد وعد إسكندر بتقديم 30,000 جندي له لكنه شغل معظمهم بفتح النرويج· أما إنجلترا فتعهدت بتقديم مليوني جنيه إسترليني لدعم هذه المعركة الجديدة بنهاية شهر أبريل، وفتحت بروسيا موانئها للبضائع البريطانية وسرعان ما وصلت هذه البضائع بكميات كبيرة إلى المخازن على نهر إلبا (إلبه صلى الله عليه وسلمlbe) ·
ومات كوتوزوف Kutuzov في سيليزيا Silesia في 28 أبريل، وكان لا يزال ينصح الروس بالعودة إلى بلادهم، وأمر إسكندر بأن يتولى بارسلي دي تولي Tolly أمر الجيش الروسي بعد موت كوتوزوف، لكن إسكندر احتفظ بالقيادة العليا لنفسه (جعل من نفسه قائداً أعلى للقوات المسلحة) · إنه (إسكندر) قد انطلق ليحقق في تقدمه غرباً كل ما كان يريد نابليون تحقيقه في تقدمه شرقاً: وأن يغزو بلاد العدو ويهزم جيوشه ويستولي على عاصمته ويجبره على التخلّى عن عرشه، ويجبره على السلام·