قصه الحضاره (صفحة 16033)

وفي 18 ديسمبر سنة 1812 (وهو اليوم الذي وصل فيه نابليون المهزوم إلى باريس) غادر إسكندر سان بطرسبرج· وفي الثالث والعشرين من الشهر نفسه وصل إلى فيلينا Vilna وشارك كوتوزوف وجيشه الاحتفال بالنصر· لقد كان هذا الجيش قد عانى كثيراً خلال مسيرته لإزعاج الفرنسيين المغادرين لبلاده· لقد مات مائة ألف وجُرِح خمسون ألفاً، وهرب أو فُقِد خمسون ألفاً· وامتدح إسكندر جنراله علناً، لكنه تشكك في قيادته في مجالسه الخاصة، لقد قال للسير روبرت ويلسون Robert Wilson ( إن جاز لنا أن نصدق السير روبرت):

"كل ما فعله ضدَّ العدو أنه كان يُقاد بحكم الظروف· لقد انتصر رغم أنفه·· إنني لن أترك الجيش مرة أخرى لأنني لا أريد أن يتعرض لأخطار مثل هذه القيادة"·

ومع هذا فقد مُنح المقاتل المُرهق أعلى الأوسمة العسكرية الروسية: وسام الصليب الكبير لجماعة Order القديس جورج (العسكرية) ·

وكان إسكندر - بسبب تحقّق نبوءته - مقتنعاً بأنه - بشكل أو آخر - ملهم من السماء، فلم يأنس لتردّد جنراله، وتولّى القيادة العليا لجيوشه المتحدة بنفسه، وأصدر الأوامر لها بالتوجّه إلى الحدود الغربية· وتحاشى المرور بكفونو Kovno ( لأنها كانت مواجهة لبولندا التي كانت لا تزال مُعادية)، وواصل طريقه على طول نهر النيمن Niemen إلى تورجِّن Tauroggen حيث كان الجنرال جوهان يورك فون فارتنبورج Johann Yorck Von Wartenburg على رأس قوة بروسية فسمح للروس بعبور النهر إلى بروسيا الشرقية (30 ديسمبر 1812) وحث شتاين Stein الذي كان مرافقاً لإسكندر منذ خروجه من سان بطرسبرج - حثّه على التقدم في المناطق التي يتوقّع أن يرحَّب به فيها شعب بروسيا· وأعلن القيصر العفو العام عن كل البروس الذين سبق أن حاربوه ودعا ملك بروسيا وشعبها للانضمام إليه في حربه المقدسة in his Crusade· وكان فريدريك وليم الثالث ممزَّقاً بين النسر صلى الله عليه وسلمagle الفرنسي والدب رضي الله عنهear الروسي فرفض امتداح تصرف يورك Yorck وانسحب من برلين إلى بريسلو (بريسلاو رضي الله عنهreslau) · وتقدم إسكندر عبر بروسيا الشرقية وراح الناس يحيّونه صائحين: "إسكندر طويل العُمر! حياة مديدة للقوزاق"·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015