الفصل السَّادس والثلاثون
إلى إلبا صلى الله عليه وسلمlba: من 1813 إلى 1814م
بدت أوروبا كلُّها متوتّرة تعودُ القَهْقرى إلى انقسامات القرن الثامن عشر، ونابليون يندفع فوق ثلوجها وعبر مدنها ليدعّم عرشه المهتز، فقد أصبحت كل التخوم (الحدود) القديمة صدوعاً في قصر غير قائم على أساس ونعني به الحكم الأجنبي· لقد راح أهل ميلان يتفجَّعون على أبنائهم الذين استدعاهم نابليون للخدمة العسكرية في جيشه لغزو روسيا، ولم يعودوا أبداً، فراحوا (أي أهل ميلان) يعملون لخلع يوجين اللطيف النائب الغائب لملك غائب· وأهل روما المغرمون بالبابا الصبور الذي كان لا يزال يتعرض للإهانة أسيراً في فونتينبلو Fontainebleau، راحوا يدعون لعودته إلى كرسيّه الرسولي (المقصود الباباوي أي كرسي الدعاة الأوائل للمسيحية) ·