قصه الحضاره (صفحة 16024)

وكان نابليون راغباً في إتاحة فترة راحة طويلة لجنوده في سمولنسك لكن أخباراً وصلته باقتراب كوتوزوف على رأس 80,000 روسي لم يعودوا راغبين - بعد - في الانسحاب، ولم يكن مع نابليون من الصالحين للقتال سوى 25,000· وفي 14 نوفمبر قاد جزءا من قواته في الطريق إلى كراسنو Krasnoe مستخدماً طريقاً إلى فيلنا Vilna غير الطريق الذي سبق له استخدامه في الصيف· وكان على دافو أن يتبعه في 15 نوفمبر، وني Ney في 16 من الشهر نفسه· وكان الطريق جبلياً ومغطى بالجليد، ولم تكن الخيول ذوات حدوات (جمع حدوة) تمكنها من التقدم في هذا الشتاء الروسي فانزلجت فوق التلال وفشلت كل الجهود لإقامة مئات منها، وفضلت الموت باعتباره رحمة في ظل هذه الظروف بل إن رجالاً كثيرين فضلوا هذا الحل تخلصاً من المتاعب·

وذكر جندي بعد ذلك: "أنه طوال الطريق كنا مضطرين للخطو فوق ميّت أو محتضر", فعند المنحدرات الجليدية لهذه التلال "لم يكن أحد يجرؤ على الركوب أو السير على قدميه، فالجميع بمن فيهم الإمبراطور (نابليون) كان يتزلج وهو جالس"، كما سبق لقلّة منهم أن فعلت عند عبور جبال الألب إلى مارينجو Marengo منذ اثنتي عشرة سنة خلت· لقد كانت أياماً تعادل سنوات من عمر القائد ورجاله· ويبدو أنه عند هذه النقطة حثّ نابليون الدكتور يفان Yvan على أن يعطيه قِنّينة سم يحتفظ بها معه ليستخدم سمّها إذا أسره العدو أو لأي سبب آخر يجعله يود إنهاء حياته·

ووصل الفرنسيون كراسنو في 15 نوفمبر لكنهم لم يستطيعوا أن ينالوا قسطاً من الراحة، فقد كان كوتوزوف Kutuzov يقترب بقوات يفوق عددها قوات نابليون بشكل كبير، فأمر نابليون رجاله بمواصلة الطريق إلى أورشا Orsha، وقاد يوجين المسيرة ليحارب بين الحين والحين العصابات المسلحة التي تعترض الطريق، وتبعه الإمبراطور (نابليون) ودافو · ووصلوا أورشا بعد ثلاثة أيام أخرى من المشي على الجليد، وانتظروا هناك بقلق وصول ني Ney بالجزء الثالث من القوات الفرنسية·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015