وكان نابليون محميّاً بشكل جيد اللهم إلاّ من خطر طارئ·· وكان حاملو الرسائل يجلبون إليه في أثناء مسيرته أخباراً عن نزاعات شديدة تهدّد حكومته في باريس وثورات في الأراضي (البلاد) التابعة له· وفي 26 أكتوبر بعد خروجه من موسكو بأسبوع سأل كولينكور عما إذا كان يجب عليه (أي يجب على نابليون) أن يتجه مباشرة إلى باريس ليواجه السخط الناجم عن هزيمته ويسيطر عليه، وليقيم جيشاً جديداً للدفاع عن القوات الفرنسية التي تركها في بروسيا والنمسا، فنصحه كولينكور بالذهاب· وفي 6 نوفمبر وصلت أخبار مُفادها أن كلود - فرانسوا دي مال de Malet - وهو جنرال في الجيش الفرنسي - قد أطاح بالحكومة الفرنسية في 22 أكتوبر وأنه لقي دعما من أشخاص بارزين لكنه خُلِع وتمّ إطلاق النار عليه (29 أكتوبر) فتأكد العزم لدى نابليون بضرورة التوجه إلى باريس·
وكلما أوغل الفرنسيون في طريق العودة كان الطقس يزداد سوءاً· لقد تساقط الثلج في 29 أكتوبر وسرعان ما كوَّن غطاء دائماً - جميلاً وممتعاً، وتحول في الليل البارد إلى جليد انزلقت فوقه الخيول التي تجر العربات وسقطت، وكان بعض هذه الخيول منهكا بدرجة استحال معها قيامها من جديد وكان لابد من تركها، ومع طول مسافة المسيرة راح الجنود يأكلون مثل هذه الضحايا (الخيول الساقطة أو النافقة) لكن معظم الضباط حافظوا على حياة خيولهم برعايتها وتغطيتها· وكان الإمبراطور (نابليون) يركب بعض الوقت في عربته مع المارشال بيرثييه رضي الله عنهerthier لكنه كان يسير مع الباقين مرتين أو ثلاثاً في اليوم أو أكثر من هذا على وفق رواية مينيفال Meneval·
وفي 13 نوفمبر بدأ الجيش الذي تقلّص عدده الآن إلى رقم إجمالي هو 50,000 - في دخول سمولنسك، وانتابهم الرعب عندما وجدوا أن معظم الطعام والكساء الذي كان نابليون قد أمر بتجهيزهما قد فقدا نتيجة غارات القوزاق Cossack والاختلاس، ومن ثمَّ تم عرض ألف ثور مخصصة للجيش لبيعها للتجار الذين قاموا بدورهم بعرضها على أي مشتر، وحارب الجنود للحصول على ما تبقى من التموين واستولوا بالقوة على كل ما وجدوه في الأسواق·