4 - الطريق إلى موسكو: 26 يونيو - 14 سبتمبر 1812
ألحت عليه ماري لويز أن تصاحبه حتى دريسدن عز وجلresden وأن يدعو والديها للقائهما هناك لتكون مرة أخرى مع أسرتها لفترة، وستكون هذه الفترة وجيزة على أية حال· ووافق نابليون، ووجد من الحكمة أن يدعو أيضاً فريدريك الثالث البروسي وعدداً كبيراً من الشخصيات الملكية وذوي الحيثية· لقد أصبحت مسيرته من مينز مُشرِّقا عبر بلاد الراين موكب نصر، إذ كان الحكام المحليون يخرجون لاستقبال سيّدهم الأعلى، وكانوا ينضمون إلى موكبه طوال تقدمه في سكسونيا· وإلى الغرب من دريسدن بأميال قليلة التقى بالملك فريدريك أوغسطس الذي صحبه ومن معه إلى العاصمة، فوصلوا المدينة قبل منتصف الليل بساعة في 16 مايو وازدحمت الشوارع التي مرّوا بها بالناس حاملين المشاعل وهاتفين مرحبين ودقت أجراس الكنائس ودوَّت المدافع بطلقات التحية·
وفي 18 مايو وصل ميترنيخ Metternich مع إمبراطور النمسا وإمبراطورتها، وعانقت ماري لويز أباها بعاطفة جياشة وكانت سعادتها قد قلّت بسبب هواجس اعترتها بأن هذا العام مليء بالنحس· وسرعان ما أتى ملك بروسيا وولي عهدها وربما لم يكونا سعيدين وسط هذا الجو من التوافق والود بين أعداء وطنهم التاريخيين، وعلى أية حال فقد كان القيصر إسكندر قد تلقّى تأكيدات سرية بأن بروسيا والنمسا تتمنيان هزيمة نابليون· وقام الملك فريدريك أوغسطس كمضيف بتخفيف أمور السياسة بالأوبرا والدراما والصيد والألعاب النارية والرقص والاستقبالات التي كان حكام ألمانيا يقدمون فيها لنابليون فروض الولاء والطاعة (البيعة homage) وكان هذا مبهجاً له - رغم تواضعه - وبلغ ابتهاجه الذروة·