قصه الحضاره (صفحة 15982)

وقال النقاد إنه جعل الرخام يبكي وإن عمله لا يصلح إلا للقبور· ولازالت مقابر ليننجراد تعرض فنه·

واجتاز فن الرسم في روسيا تحولاً أساسياً من خلال التأثير الفرنسي في أكاديمية الفنون الجميلة· فحتى سنة 1750 كاد الفن يكون دينيا تماماً إذ كان في غالبه يتكون من أيقونات Icons مرسومة بالألوان المموهة distemper، أو رسوماً جداريه (فريسكو fresco) على الخشب· وسرعان ما أدَّت الميول الفرنسية لكاترين واستدعائها للفنانين الفرنسيين والإيطاليين إلى أن قلّدهم الفنانون الروس، فانتقلوا من الرسم على الخشب إلى استخدام الكانفا Canvas ومن الفريسكو إلى الرسم بالزيت ومن الموضوعات الدينية إلى الموضوعات الأخرى المختلفة - تاريخية ووطنية وطبيعية وأخيراً شعبية·

ووصل أربعةُ فنانين إلى درجة الامتياز في عهد بول وعهد إسكندر· لقد وجد فلاديمير بورفكوفسكي Vladimir رضي الله عنهorovikovsky ( مودلات) جذابة من بين نساء البلاط الشابات بعيونهن المرحة أو المتأمّلة وبصدورهن العالية الفخورة وبملابسهن المزهرّة، وربما يكون قد تأثر بمدام فيجيه - ليبرون Vigee-Lebrun التي كانت ترسم في سان بطرسبرج في سنة 1800 - كما رسم كاترين المسنّة في لحظة بساطة وبراءة غير متوقَّعة أبداً من هذه المرأة الشَّبقه التوَّاقة للجماع، وترك لنا - في هيئة قاسية رسماً لامرأة مجهولة وعلى رأسها شعرها المستعار ربما كان يقصد بها مدام دي ستيل التي دارت في أنحاء أوروبا هروباً من نابليون·

أما فودور أليكسيف Feodor صلى الله عليه وسلمlekseev بُعث إلى البندقية ليكون مهندس ديكور إلا أنه عاد ليصبح أحد أبرز رسَّامي المناظر الطبيعية الروس· وفي سنة 1800 رسم سلسلة لوحات لموسكو بقيت لتكون أفضل مرشد لنا لشكل المدينة قبل أن يتم حرق ثلثها وأنف نابليون يَشُم ريح الحريق·

أما سيلفستر شيدرين Sylvester Shchedrin ابن النحات السابق ذكره فقد أحب الطبيعة أكثر من النساء كملهمة لفرشاته· بُعث إلى إيطاليا في سنة 1818 لدراسة الفن فأحب شمس نابلي وسواحلها وغاباتها، كما أحب كل ذلك في سورِّنتو Sorrento·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015