وجلس النحَّاتون الروس أيضاً تحت أقدام الفنَّانين الفرنسيين الذين ركعوا بدورهم أمام فنّاني روما الذي استعاروا من فن الإغريق رغم انتصار الرومان على الإغريق· وقبل كاترين الثانية الغربية الشرقية West - Oriented ( المقصود تأثرها بالحضارة البيزنطية والرومانية معا)، كان تأثير الدين البيزنطي ذا طابع شرقي Oriental في غالبه يخشى الجسد البشري باعتباره أداةً للشيطان مما دفع الروس إلى الابتعاد عن معظم فنون النحت المتجسدِّة التي يراها المشاهد من كل الجوانب لكن شيئاً فشيئاً وببطء ومع الروح الوثنية الشهوانية للتنوير دخل النحت مع كاترين وتمَّ التخلِّي عن هذه المحاذير (التابو taboo) في خضم الحرب الداخلية وفي خضم التذبذب بين الدين والجنس·
لقد ظل إتْين موريس فالكون صلى الله عليه وسلمtienne - Maurice Falconet الذي أغرته كاترين بترك فرنسا والقدوم إلى روسيا في 1766 - وظل ينحت ويحفرُ حتّى سنة 1778، وفي تمثاله المهم لبطرس الكبير لم يكتف برفع الحصان وراكبه في الهواء وإنما ترك العنان للفن الصحيح لتوصيل رسالته لا يعوقه شيء ودون أن يضع في الاعتبار شيئاً سوى التعبير عن الجمال والحقيقة والقوّة·
وفي هذه الأثناء أتى نيكولاس فرانسوا جِل Nicolas - Francois Gillet ليدرِّس النحت في سنة 1758 في أكاديمية الفنون الجميلة التي كانت قد افتُتِحت في سان بطرسبرج قبل قدومه بعام· وكان أحد تلاميذه هو اف· اف شخيدرين (شيدرين) F. F. Shchedrin قد تم ابتعاثه إلى باريس لمزيد من إتقانه لفن النحت بالأزميل، وقد حقق نتائج باهرة حتى إن تمثاله فينوس Venus ضارع النموذج الفرنسي (المستحمّه رضي الله عنهaigneuse) الذي نحته أستاذه جبريل دلجريه d'صلى الله عليه وسلمllegrain· وكان شخيدرين هو الذي نحت الكارتيدات (أعمدة على هيئة نساء) الخاصة بالبوابة الرئيسية لأدميراليّة زخاروف Zakharov's صلى الله عليه وسلمdmiralty - والأخير من بين تلاميذ جل Gillet المشاهير هو إيفان ماركوس Ivan Markos - عمل لفترة مع كانوفا Canova وثوروالدسين Thorwaldsen في روما وأضاف إلى مثاليتهم الكلاسيكيّة شيئاً من العواطف الرومانسية التي حلت محل عصر الكلاسيكية الجديدة·