قصه الحضاره (صفحة 15975)

وكان إسكندر مدركاً أنَّ أيَّ إصلاح لا يمكن أن يزدهر ويُؤتي ثماره إلاّ إذا كان مفهوماً ومؤيَّداً من نسبة كبيرة من السكان، ففي سنة 1802 عَهِدَ إلى وزارة التعليم بمعاونة نوفوسيلتستوف Novolsiltsov وتشارتوريسكي Czartoryski ومخائيل مورافيوف Muraviov مهمة تنسيق نظام تعليمي عام جديد· وصدر قانون (نظام أساسي) في 26 يناير 1803 يُقسِّم روسيا إلى ستة أقاليم regions يكون في كل إقليم منها جامعة واحدة على الأقل، وأن تكون هناك مدرسة ثانوية على الأقل في كل جوبرنيا Guberniya ( ولاية)، وأن تكون هناك مدرسة - على الأقل - في كل مقاطعة (كونتية) ومدرسة ابتدائية على الأقل في كل تقسيم أبرشي، وبالإضافة إلى الجامعات التي كانت موجودة بالفعل (جامعات موسكو وفيلنا Vilna ودوربات عز وجلorpat) أنشئت جامعات سان بطرسبرج، وخاركوف Kharkov وقازان Kazan، وفي هذه الأثناء كان النبلاء لا يزالون يُتيحون التعليم الخاص والمدارس الخاصة لأبنائهم، ومنع الرّبيون اليهود (الحاخامات) الآباءَ من إلحاق أبنائهم بمدارس الدولة باعتبارها أداةً مراوِغةً لتدمير الإيمان اليهودي·

5 - اليهود في ظل حكم إسكندر

تحسَّنت أحوال اليهود بشكل ملحوظ في ظلِّ (حظائر الاستيطان Pale of settlement) أي المناطق التي سُمح لليهود بالإقامة فيها، وذلك في عهد كاترين الثانية· وفي سنة 1800 كانت هذه المناطق Pale ( الحظائر) تشمل كل المناطق البولندية التي كانت تابعة لروسيا ومعظم مناطق جنوب روسيا بما في ذلك كييف Kiev وشيرنيجوف Chernigov، وإكاترينوسلاف صلى الله عليه وسلمkaterinoslav والقرم· وخارج هذه المناطق Pale لم يكن أي يهودي يستطع أن يُقيم إقامة دائمة· أمّا خلال هذه المناطق فقد كان اليهودُ البالغُ عددهم 900,000 في سنة 1804 يتمتعون بكل حقوق المواطنة بما في ذلك التعيين في الوظائف الحكومية مع استثناء واحد: اليهودي الراغب في الانضمام إلى طبقة التجار ورجال الأعمال في المدن كان عليه أن يدفع ضريبة ضِعْف الضريبة التي يدفعها غير اليهودي فقد كان غير اليهودي يرى أنّ منافسة اليهودي مسألة مستحيلة وأنه إذا تُرِك الأمر تحقق دماره على يد اليهودي·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015