وفي ظل هذه الظروف المقيِّدة (بتشديد الياء وكسرها) أحدث إسكندر شيئاً من التقدم· لقد عمل على تحرير 47,153 فلاحاً، وأمر أن تكون القوانين واضحة دائمة متَّسقة، فكما ورد في مذكراته التفسيرية لقوانينه أن يقوم رخاء شعبنا على نسق قوانيننا الموحَّدة اعتقاداً منا أن هذه الإجراءات المختلفة قد تجلب للبلاد السعادة التي لا يؤكدها - للأبد - إلاّ تلك القوانين، ولقد عملتُ منذ اليوم الأول لحكمي على استقصاء أحوال هذا الجانب في الدولة· وأمر أن يكون الاتهام والمحاكمة والعقاب على وفق إجراءات محدَّدة مقنّنة ومُلزمة· كما أمر أن تقضي المحاكم العادية - لا السرية - في الجرائم السياسية·
والآن فقد هذَّبت التنظيمات من أحوال البوليس السرِّي وتمّ منع التعذيب (لقد منعه بول لكنه ظل سائداً في أثناء حكمه) وتمَّ السماحُ للروس الأحرار (المقصود غير الأقنان) بالسفر خارج روسيا والعودة إليها، وسُمح للأجانب بدخول روسيا على وفق إجراءات ميسّرة من ذي قبل· وتم دعوة 12,000 مَنْفِىّ للعودة إلى روسيا· وظلت الرقابة على الصحف قائمة لكنها أصبحت من اختصاص وزارة التعليم مع طلب مهذّب وهو أن تكون هيّنة ليّنة مع المؤلفين· وتم إلغاء الحظر على استيراد الكتب الأجنبية وإن ظل هذا الحظر سارياً على المجلات، وفي سنة 1804 تم إقرار الحرية الأكاديمية تحت إشراف مجالس جامعية، على وفق نظام أساسي·