وغالبا ما كان ابنه إسكندر موضع حنقه وسخطه· وراح النبلاء والضباط - أكثر فأكثر - ينخرطون في المؤامرة لعزله، فأقنع الجنرال ليفين بنيجسن Levin رضي الله عنهennigsen الكونت نيكيتا بانين Nikita Panin وزير الخارجية، واستمالا لخطتهما الكونت بطرس فون باهلن Peter Von Pahlen الذي كان على رأس شرطة المدينة ورئيسا للعسكر فيها، وعملوا ثلاثتهم عل إقناع إسكندر بخطتهم ونجحوا أخيرا إذ وافق إسكندر شريطة عدم إلحاق الأذى البدني بوالده، فوافقوا على ذلك وهم يعلمون أن فرض الأمر الواقع سيكون هو خير دفاع، وفي الساعة الثانية صباح يوم 24 مارس 1801 قاد باهلن المتآمرين ورهطاً من الجند إلى قصر ميخائيلوفسكي Mikhailovsky وهزموا قوات الحرس وأحاطوا بالإمبراطور المُقاوم (بكسر الواو) وخنقوه حتى مات· وبعد ساعات قليلة أحاطوا إسكندر علماً أنه قد أصبح الآن هو قيصر روسيا الجديد·
من الصعب على عقول انشغلت طوال أعوام بحكاية نجم مذنب يقال له نابليون أن تدرك أن إسكندر الأول (ألكساندر بافلولوفتش صلى الله عليه وسلمleksandr Pavlovich 1777 - 1825) كان محبوباً في روسيا على نحو ما كان بونابرت محبوبا في فرنسا·لقد نشأ مثل صديقه وعدوه في رحاب التنوير الفرنسي، ومزج - مثله (أوتوقراطيته autocracy) بالأفكار الليبرالية liberal ideas، لقد حقق ما حاول أعظم الجنرالات (المعاصرين) تحقيقه (لأنه لابد من احترام سمي القيصر) وفشل - قاد جيشه عبر القارة من عاصمته إلى عاصمة عدوه وتغلب عليه، وأنه في ساعة النصر تصرف باعتدال وتواضع، وأثبت أنه من بين هذا العدد الكبير من الجنرالات والعباقرة أفضلهم أدبا وكياسة· أيمكن أن تنجب روسيا هذا المثل الأعلى؟ نعم، لكن بعد أن انغمس طويلا في آداب فرنسا وفلسفتها بفضل معلم سويسري·