وعلى أية حال فقد أصدر أوامر محمومة للجنود لتلميع أزرار ملابسهم الرسمية وإصلاحها وتنظيف باروكات الشعر، وأصدر أوامر للشعب يحدد فيها ما يجب عليهم لبسه، ومنع الأزياء التي سادت أوربا بعد الثورة الفرنسية، مهددا المخالفين بعقوبات شديدة وبحلول عام 1800 منع استيراد الكتب المنشورة خارج روسيا ولم يشجع طباعة كتب جديدة في روسيا· وتصدى لأوتوقراطية النبلاء وأعاد لملاك الأراضي 530,000 قناً (من أقنان الأرض) كانوا ينعمون فيما سبق بأوضاع أيسر كموظفين في الدولة· وأقر العقوبات الصارمة التي صدرت ضد الأقنان المتمردين، على وفق رغبة الملاك·
أما جنوده الذين كانوا في وقت من الأوقات مخلصين له، فقد امتعضوا لمراقبته الصارمة ونظامه شديد الانضباط· وكانت سياسته الخارجية شديدة التقلب· لقد ألغى خطط كاترين القاضية بإرسال 40,000 جندي ضد فرنسا الثورة· واستاء من استيلاء نابليون على مالطة ومصر، وتحالف مع تركيا وإنجلترا ضده، وحث السلطان على السماح للسفن الحربية الروسية بالمرور عبر البوسفور والدردنيل· واستولت سفنه الحربية على الجزر الأيونية وأنزل جنوده في مملكة نابلي للمساعدة على طرد الفرنسيين· لكن عندما رفضت بريطانيا العظمى تسليمه مالطة باعتباره الرئيس الأعلى المنتخب لفرسان مالطة Knights of Malta ( من بقايا الحروب الصليبية) انسحب بول من التحالف ضد فرنسا بل وأصبح محبا لنابليون·
وعندما بدرت عن نابليون إشارات تدل على نوايا حسنة، منع كل أنواع التجارة مع انجلترا واستولى على البضائع البريطانية الموجودة في المخازن الروسية، وناقش مع نابليون إرسال حملة فرنسية روسية مشتركة لطرد إنجلترا من الهند، وتضاعفت نوبات غضبه بعد أن رأى مجريات الأمور الخارجية لا تسير على وفق هواه وبعد أن رأى مجريات الأمور في الداخل تتضاءل أمام طلباته الكثيرة· لقد عاقب بقسوة لأدنى خطأ وأبعد عن موسكو نبلاء سبق لهم أن شككوا في سياساته وأرسل إلى سيبيريا ضباط جيش توانوا في تنفيذ الأوامر·