قصه الحضاره (صفحة 15965)

وكان الاغتسال والنظافة أمراً نادرا خاصة في الشتاء، ومن ناحية أخرى أدمن قلة من الناس الحمامات الساخنة والتدليك (المساج massage) القاسي· وعمت الرشوة والفساد بدءا من القن (رقيق الأرض) للنبيل، ومن موظف المدينة للوزير الإمبراطوري· لقد كتب سفير فرنسي في سنة 1820 الرشوة هنا منتشرة انتشارا لا يجده المرء في أي دولة أخرى· إنها عمل منظم بمعنى من المعاني، وربما لا يوجد موظف حكومي واحد لا يمكن شراء ذمته·

وفي عهد كاترين وصل البلاط إلى درجة من الدماثة والكياسة والترف لم يكن يسبقه فيها سوى بلاط فرساي في عهد: لويس الخامس عشر ولويس السادس عشر رغم أن البربرية كانت في بعض الأحيان كامنة خلف المظاهر· وكانت اللغة المستخدمة في بلاط كاترين هي الفرنسية، كما كانت أفكار الأرستقراطية الفرنسية هي السائدة فيه مع استثناءات قليلة· وكان النبلاء الفرنسيون مثل الأمير دي لني de Ligne غالباً ما يعتبرون أنفسهم في مواطنهم سواء كانوا في باريس أم في سان بطرسبرج وكان الأدب الفرنسي رائجا في هذا العاصمة الشمالية (سان بطرسبرج) وكانت الأوبرا الإيطالية تلقى استحسانا فيها كالاستحسان الذي تلقاه في البندقية وفيينا

وكانت النسوة الروسيات الثريات وسليلات الأسر العريقة يضعن الشعر المستعار (الباروكات wigs) ويمتعن رجالهن على نحو ما كانت تفعل الدوقات قبل الثورة الفرنسية وفي ظل نظام الحكم القديم صلى الله عليه وسلمncien Regime· ولم يكن هناك شيء في المهرجانات الاجتماعية المقامة على نهر السين في فرنسا يفوق بهاء التجمعات في سان بطرسبرج وفي القصر الفخم على نهر النيفا Neva، تلك التجمعات التي تتطلع إلى شمس الصيف في سماء الليل وكأنها لا تريد أن يضيع منها المشهد·

2 - بول الأول

2 - بول الأول Pصلى الله عليه وسلمUL I: من 1796 إلى 1801م

وعند ذروة هذا البهاء الودود كانت توجد سيدة (مدام) · لقد كان بول Paul ( بافال بتروفيتش Pavel Petrovich) ابن كاترين الثانية، لكن عبقريتها تخطت جيلا، وتركت بول صغيرا نزاعاً للشك مكتئباً - رغم صغر سنه - مولعا إلى حد الجنون بالسلطة المطلقة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015