وفي سنة 1795 أسس ب· ا· شوفالوف P.صلى الله عليه وسلم.Shuvalov جامعة موسكو بقسمين؛ قسم للنبلاء وآخر للعوام، وتأثرت كاترين بأفكار المثقفين الفرنسيين فنشرت المدارس على نطاق واسع، ودافعت عن حق المرأة في التعليم· وسمحت بإقامة دور نشر خاصة، فقد صدر في أثناء فترة حكمها 84% من إجمالي الكتب التي نشرت في روسيا في القرن الثامن عشر· وبحلول عام 1800 كان في روسيا بالفعل طبقة مثقفين (أهل الفكر) سرعان ما ستكون ذات شأن في التاريخ السياسي للأمة الروسية· وبحلول هذا العام أيضا (1800) وصل بعض التجار أو أبناء التجار إلى مواقع النفوذ، بل ووصل بعضهم إلى مناصب في البلاط· ورغم لاهوت الأساقفة والقسس المحليين - ذلك اللاهوت المتسم بالحرارة والتوقد - فإن مستوى الأخلاق والطباع كان بشكل عام أدنى في غرب أوربا فيما عدا لدى القلة في البلاط·
فغالب الروس كانوا طيبي القلب وكرماء، وربما يرجع ذلك إلى أنهم كانوا ينظرون إلى الآخرين كشركاء لهم في المعاناة في عالم قاس· لكن البربرية كانت تغلي في الروح متذكرة أياما كان على المرء فيها أن يكون قاتلا أو مقتولا· وكان الإغراق في الشراب ملجأ للراحة هروبا من الواقع حتى بين النبلاء، وكانت الحياة غير المستقرة التي عانى منها الكتاب والمؤلفون سبباً لإدمانهم الكحول وسبباًًًً لموتهم المبكر· وانتشر المكر والكذب والنشل (السرقات الصغيرة) بين العوام، فكل حيلة بدت لهم جائزة في مواجهة السادة القساة، والتجار الغشاشين وجامعي الضرائب اللحوحين· وكانت النساء صارمات كالرجال أو كن - على الأقل - يعملن بجد وشدة كالرجال، ويحاربن بضراوة، وإذا سمحت لهن الظروف حكمن بمهارة، فمن من القياصرة بعد بطرس نجح في الحكم كما نجحت كاترين الثانية؟ وانتشر الزنا بزيادة الدخول·