قصه الحضاره (صفحة 15889)

وفي هذه الأثناء ذهب أوجست شليجل الذي كانت عاطفته إزاءها قد بردت - ليحاضر في برلين (1801) حيث كون علاقة مع صوفي برنهاردي Sophie رضي الله عنهernhardi التي طلقت زوجها لتعيش مع حبيبها الجديد· وعندما عاد أوجست شليجل إلى يينا وجد كارولين مفتونة بشيلنج (1804) وعاشت معه حتى ماتت (1809)، ورغم أن شيلنج تزوج بعد موتها إلا أنه ظل يذكرها لأعوام عديدة حتى لو لم تكن لي ما كانت (زوجة) فلابد أن أنعى الجنس البشري لفقدها فقد كانت أنموذجا للكمال العقلي لم يعد موجودا· إنها امرأة نادرة ذات روح قوي وعقل حاد اجتمعا معا في جسد أنثى فاتنة تضم قلبا عاشقا·

وكانت دوروثيا فون شليجل (1763 - 1839) مثل سابقتها ذات أهمية وتأثير في حياة هذه المجموعة· كان اسمها قبل الزواج برندل مندلسون (مندلسهوهن) · ورغبة منها في إسعاد والدها المشهور تزوجت في ستة 1783 من البنكي (المالي) سيمون فايت Veit وأنجبت له ابنا (فيليب فايت) الذي أصبح رساما شهيرا في الجيل التالي· وكان مالها وفيرا فزهدت فيه لكثرته وراحت تغامر في مجال الفلسفة، ذلك المجال الذي كان لا يزال غير أكيد (كانت المباراة فيه غير مضمونة النتائج) وأصبحت نجما بارزا في مجال الفكر في صالون راشيل فارنهاجن Rachel Varnhagen في برلين،

وهناك التقى بها فريدريش فون شليجل ووقع في حبها مباشرة أما هي فكانت مفتونة بأفكاره ووجدته يسبح فيها (بأفكاره) ففتنت به، وكان وقتها في الخامسة والعشرين من عمره، وكانت هي في الثانية والثلاثين، لكن المؤلف كان مفتونا بأمور جذابة كثيرة في هذه الأنثى ذات الثلاثين ربيعا femme de trente ans· لم يكن جمالها صارخا لكنها قدرت مواهبه العقلية وكانت تستطيع أن تصاحبه , متفهمة اكتشافاته الفلسفية والفيلولوجية (في علم فقه اللغة)، وأحس زوجها أنه فقدها فطلقها (1798) وصحبته (فريدريش) إلى باريس وقبلت المعمودية (أي تحولت للمسيحية وتركت ديانتها اليهودية) وتسمت باسم دورثيا، وأصبحت زوجة رسمية لفريدريش في سنة 1804·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015