قصه الحضاره (صفحة 14874)

لقد كانوا سعداء فيما يبدو بفترة السلام النسبي التي أتاحت لفرنسا أمنا من الناحية الظاهرية، وكانوا قد تعلموا بالخبرة أن المناصب الحكومية غير مضمونة خاصة في أثناء الثورات، فراحوا يستعدون للإطاحة بهم بفرش أعشاشهم (المقصود راحوا يجمعون الأموال ليؤمنوا حياتهم إذا ما تركوا الحكم)، فعندما عرضت إنجلترا المعزولة عليهم السلام في يوليو سنة 1797 قيل لها إن ذلك أمر يمكن ترتيبه إذا دفعت مبلغ 500,000 جنية إسترليني لكل من بارا وروبل واستطاع هؤلاء الأشخاص الآنف ذكرهم الحصول على رشوة - فيما يظهر - من البرتغال، كان مقدارها 400,000 جنية إسترليني، لقاء السلام الذي حصلت عليه من فرنسا في أغسطس من العام نفسه ·

وكان روبل جشعا وكان بارا يحتاج إلى دخل متحرك (غير ثابت كالمرتبات الحكومية) ليحتفظ بالمدام تاييه Mme. Tallien وأما المرتبطون به فكانوا ذوي نزوات ومتسمين بالمرح، وكانوا في حاجة إلى الأموال للاحتفاظ بمساكنهم الفاخرة في قصر لكسمبرج أما تاليران وزير الشئون الخارجية فقلما كان يفلت فرصة ليجعل الثورة تمول ما يشبع ذوقه الأرستقراطي، وقد أحصى بارا العمولات التي يحصل عليها، فوجدها - غالبا - تزيد عن 100,000 جنية في السنة · وفي أكتوبر سنة 1797 حضر إلى باريس ثلاثة مندوبين أمريكيين لفض نزاع حول سفن أمريكية استولى عليها قراصنة فرنسيون مفوضون من الحكومة، على وفقا ما ذكره الرئيس جون آدمز John صلى الله عليه وسلمdams فقد قيل لهم أنه يمكنهم الوصول إلى اتفاق بتقديم قرض قيمته 32 مليون فلورين لحكومة الإدارة و"حلاوه douceur" ( المقصود رشوة) قيمتها 50,000 جنية إسترليني لتاليران ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015