قصه الحضاره (صفحة 14834)

واشترى آلاف الفرنسيين بضائع ومواد غذائية بكميات كبيرة، وبسباق محموم، ليستفيدوا من التضخم بالغش والخداع، فعندما ترتفع الأسعار وتبلغ ذروتها يطرح المضاربون بضائعهم في السوق، وجرى سباق محموم لبيع مخزون البضائع الرخيصة (التي انهارت أسعارها)، ووجد الأبرياء (غير المضاربين) أن مدخراتهم قد حصدتها قلة نشيطة· لقد واجهت الخزانة الإفلاس مرارا وأعلنته في سنة 1795 مما أفقدها الثقة العامة، وأدى القرض الذي أخذته الحكومة من الأثرياء إلى قيام التجار برفع الأسعار وإلى دمار تجارة الكماليات، وارتفعت نسبة البطالة، واستمرت الحرب ومعها استمر التضخم·

ووسط هذا الفقر وهذا التشوش استمر الحلم الشيوعي الذي كان قد داعب خيال مابلي Mably في سنة 1748 وموريللي Morelly في سنة 1755 ولنج في سنة 1777، استمر في قلوب الفقراء اليائسين، ووجد هذا الحلم الشيوعي من يعبر عنه في جاك رو Jacques Roux في سنة 1793، وفي 11 أبريل 1796 وجدت أحياء الطبقة العاملة في باريس ملصقات تقدم "تحليلا لعقيدة بابيف رضي الله عنهabeuf " نقرأ بعض موادها كالتالي":

1 - لقد جعلت الطبيعة لكل الناس حقوقا متساوية في الاستمتاع بالسلع كلها·····

3 - فرضت الطبيعة على الإنسان العمل، فلا يمكن منع أى إنسان (لم يرتكب جريمة) عن العمل·

7 - في المجتمع الحر لا يجب أن يكون هناك غني وفقير·

8 - الثري الذي لا يساهم بما لديه من فائض لمساعدة الفقراء هو عدو للشعب·····

10 - هدف الثورة هو القضاء على التفاوت (عدم المساواة) وتحقيق السعادة العامة·

11 - الثورة لم تنتهِ لأن الأثرياء يمتصون السلع كلها من كل نوع ويسيطرون وحدهم [على السوق] لا يشاركهم أحد، بينما العمال الفقراء كعبيد حقيقيين·· ولا تعتبرهم الدولة شيئا مذكورا·

12 - دستور 1793 هو قانون فرنسا الحقيقي··· وقد أطلق المؤتمر الوطني النار على الشعب الذي طالب بالإبقاء على هذا الدستور وأيدوه··

طور بواسطة نورين ميديا © 2015