قصه الحضاره (صفحة 14808)

فلجنة الأمن العام كانت على خلاف مع لجنة الضمان العام Committee of public Safety بسبب التنازع على السلطة السياسية· وفي هذه اللجنة الأخيرة كان بيو فارين رضي الله عنهillaud-varenne وكولو دربوا Collot d'Herbois وكارنو Carnot في حالة ثورة متزايده ضد روبيسبير وسان - جوست· فلما شعر روبيسبير بعداوتهم الشديدة له تحاشى حضور اجتماعات اللجنة في الفترة من أول يوليو إلى 23 من الشهر نفسه لعل هذا يؤدي إلى تخفيف حساسيتهم من زعامته، لكن غيابه هذا أعطاهم الفرصة ليخططوا لإسقاطه· وأكثر من هذا فإن إستراتيجيته راحت تضطرب وتترنح: ففي 23 يوليو أحال المؤيدين له إلى أعداء بتسليمه لنواب السهل (المعتدلين) من رجال الأعمال بتوقيعه مرسوما بتحديد سقف الأجور (الحد الأقصى للأجور)، ومن الناحية الفعلية، وبسبب انخفاض قيمة العملة، خفض المرسوم بعض الأجور إلى النصف ·

وكان هناك الإرهابيون الذين عادوا من الدوائر أو المحافظات – فوشي وفريرو Freron وتاييه وكاريه Carrier - الذين وجدوا أن حياتهم متوقفة على إقصاء روبيسبير، فقد كان هو الذي استدعاهم إلى باريس طالباً منهم تقارير عن مهامهم لقد قال متسائلاً: "تعال يا فوشي وأخبرنا من الذي فوضك لتقول للناس إن الله غير موجود؟ " وفي نادي اليعاقبة اقترح روبيسبير التحقيق مع فوشي فيما يتعلق بعملياته في طولون وليون أو سحب العضوية منه، ورفض فوشى أن يجيب عن مثل هذا الاستجواب، وانتقم لنفسه بإشاعة قائمةً بأسماء أشخاص زعم أن روبيسبير اعتزم إعدامهم بالمقصلة · أما بالنسبة لتاييه Tallien فلم يكن في حاجة إلى من يحرضه ضد روبيسبير فقد كان هذا الأخير قد أمر بالقبض على خليلته الجذابة في 22 مايو · وتقول الإشاعات أنها أرسلت إلى تاييه خنجرا، فأقسم أن يحررها (يخرجها من المعتقل) مهما كلفه ذلك·

وفي 26 يوليو ألقى روبيسبير آخر خطاب له أمام المؤتمر الوطني الذي كان نوابه معادين له لأن كثيرين منهم كانوا معارضين للتسرع في إعدام دانتون ولام كثيرون منهم روبيسبير لتقليله من شأن المؤتمر الوطني · وحاول روبيسبير أن يدفع هذه التهم عن نفسه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015