قصه الحضاره (صفحة 14789)

ولم يستقبل أهل ليون هذا الإعلان الشيوعي استقبالا حسنا فقد كانت قلة لها وزنها منهم قد ارتفعت إلى مستوى الطبقة الوسطى· وفي 10 نوفمبر قدم طلب موقع من عشرة آلاف امرأة يطالبن فيه بالرحمة لآلاف الرجال والنساء الذين تزدحم بهم السجون، فأجاب مبعوثو لجنة الأمن العام بصرامة: "قرن في بيوتكن وانشغلن بأعمالكن المنزلية ··· وكفى دموعاً فهذا لا يليق بكن" · وفي 4 ديسمبر - ربما لجعل الأمور واضحة - أدانت المحكمة الجديدة ستين سجينا فتم إخراجهم من السجن إلى ساحة مكشوفة عبر الرون ووضعوا بين خندقين وأطلقت عليهم المترليوزات زخات الرصاص، وفي اليوم التالي، وفي البقعة نفسها تم ربط سجناء عددهم 209 معا (بحبل واحد) وتم حصدهم بالمترليوز mitraillade ( المدفع) نفسه·

وفي 7 ديسمبر تم إعدام مائتين بالطريقة نفسها وبعد ذلك وجد أن الذبح بالمقصلة أكثر متعة كما أن الجثث التي امتلأ بها الخندق كانت قد بدأت تسمم هواء المدينة · وبحلول شهر مارس 1794 بلغ عدد المعدمين في ليون 1667 ثلثاهم من الطبقتين الوسطى والعليا وتم تدمير مئات البيوت الغالية تدميرا شديدا ·

وفي 20 ديسمبر 1793 ظهر وفد من مواطني ليون أمام المؤتمر الوطني يطالبون بإنهاء عمليات الانتقام، لكن كولو ردهم إلى باريس ودافع عن سياسته بنجاح، وترك فوشي ليرعى أمور ليون فواصل سياسة الإرهاب · ولما علم بأن طولون قد تم الاستيلاء عليها مجددا كتب إلى كولو: "ليس أمامنا للاحتفال بالنصر سوى طريق واحد · لقد أرسلنا هذا المساء 213 متمردا تحت نار السهام النارية المشتعلة وفي 3 أبريل 1794 تم استدعاء فوشي ليقدم تقريرا عن نفسه أمام المؤتمر الوطني"· لقد أفلت من العقاب لكن لم يسامح أبداً روبيسبير لاتهامه له بالبربرية · وسيأخذ منه ثأره يوما·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015