قصه الحضاره (صفحة 14785)

وفي نانت Nantes اعترض على المحاكمات باعتبارها من قبيل تضييع الوقت فأمر القاضي "بضرورة إعدام المشتبه فيهم كلهم في ظرف ساعتين وإلا أمرت بإطلاق الرصاص عليك وعلى زملائك" · ولأن السجون في نانت Nantes كانت في غالبها مزدحمة إلى حد الاختناق بالمقبوض عليهم والمدانين وكان هناك نقص في الطعام فقد أمر مساعديه بملء البوارج (السفن الكبيرة) والطوافات (نوع من السفن) وغيرها من السفن بخمسمائة رجل وامرأة وطفل - معطيا الأولوية للقسس - وإغراقهم في نهر اللوار Loire·

وبهذه الوسيلة وغيرها قرر مصير أربعة آلاف من غير المرغوب فيهم في غضون أربعة أشهر· وأقنع نفسه بأن هذا ضروري على وفق قوانين الحرب· وكان الفينديين (أهل الفيندى) the vendéans في حالة تمرد مصممين على معاداة الثورة حتى الموت، فقال: "سنجعل من فرنسا مقبرة إذا لم نستمر في طريقنا" وكان على اللجنة الكبرى (لجنة الأمن العام في باريس) أن تكبح جماحه فهددته بالقبض عليه لكنه لم يخف وقال: "على أية حال فإننا جميعا ستذبحنا المقصلة واحدا إثر الآخر"·

وفي نوفمبر سنة 1794 قدم للمحكمة الثورية، وفي 16 ديسمبر تحققت نبوءته فجزت المقصلة رقبته·

وصبغ ستانسلاس فريرو Stanislas Fréron ( ابن عدو فولتير المفضّل) وغيره من ممثلي اللجنة نهرى الرون والفار Var بدماء غير الموالين للثورة· 120 في مرسيليا، 282 في طولون و332 في أورنج Orange. وعلى النقيض من ذلك كان جورج كوثو Georges Cothon قد تجلت صفة الرحمة في بعثته لجمع متطوعين للجيش في دائرة (محافظة) بيى - دي - دوم Puy-de-عز وجلome · وفي كليرمونت - فران Clermont-Ferrand أعاد تنظيم الصناعات من خلال التركيز على إنتاج المواد للأفواج الجديدة· وعندما رأى المواطنون أنه يمارس سلطاته بعدل وإنسانية أحبوه حتى أنهم راحوا - بالتناوب - يحملونه وهو فوق كرسيه · وفي أثناء بعثته لم يعدم أحد على وفق "العدالة الثورية" ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015