قصه الحضاره (صفحة 14773)

وكان الاقتصاد نفسه ساحة حرب· فالنظام الذي تم وضعه لضبط الأسعار في 4 مايو و29 سبتمبر فشل بسبب براعة الجشعين، وفقراء المدن كانوا من أنصار التطرف الشديد (الاستيلاء على أموال الآخرين) وعارضهم الفلاحون والتجار، وشيئا فشيئا رفضوا - بشكل متزايد - إنتاج البضائع التي حددت أسعارها أو توزيعها، فراح ما يرد لمخازن المدن من الأسواق أو الحقول يتضاءل شيئا فشيئا ولم يعد يكفي سوى الأقلية التي تقف صفوفاً يوميا أمام أبواب هذه المخازن· واجتاح الخوف من المجاعة باريس والمدن الفرنسية الأخرى· ففي باريس وسينلي Senlis وأمين صلى الله عليه وسلمmiens وروان Rouen كادت الجماهير تطيح بالسلطات الحاكمة اعتراضا منها على نقص الغذاء· وفي 25 يونيو قاد جاك رو Jacques Roux جماعته من الهائجين صلى الله عليه وسلمnrages ( والترجمة الحرفية للكلمة هي الكلاب المسعورة) إلى المؤتمر الوطني وطالبوا بالقبض على المستغلين كلهم - الذين ذكر جاك رو من بينهم بعض أعضاء المؤتمر الوطني - وإجبارهم على التخلي عن ثرواتهم الجديدة (التي جمعوها باستغلال الموقف الاقتصادي في فرنسا) ·

"هذه الديمقراطية التي تدعونها ليست ديمقراطية لأنكم تسمحون بتكوين الثروات، فلم يجن سوى الأثرياء - خلال السنوات الأربع الأخيرة - ثمار الثورة· إنها الارستقراطية التجارية التي هي أكثر ظلماً لنا من النبلاء· إننا لا نرى حدا لاستغلالهم، فأسعار البضائع تزداد بشكل يثير الذعر·

لقد آن الأوان لمعركة حتى الموت بين المستغلين والعمال···· هل ممتلكات الأوغاد (السفلة) أكثر قداسة من حياة الإنسان؟ لا بد من إتاحة ضرورات الحياة وتوزيعها من قبل أجهزة إدارية تحت إشرافكم، تماما كما أن القوات المسلحة تحت إشرافكم، فلن يكون كافيا تحصيل ضريبة من الأثرياء طالما أن النظام لم يتغير، لأن الرأسماليين والتجار سيرفعون في اليوم التالي الأسعار ليستردوا المبلغ الذي دفعوه كضريبة من السانس كولوت (الشريحة الدنيا من الطبقة الثالثة) ··· إذا لم يتم تدمير الاحتكاريين وقوى الاستغلال فلا حل "·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015