وفي باريس لم تعد سكرتيرته وإنما تحولت إلى مستشارة له· إنها لم تكن ترتب تقاريره بأناقة وإنما بدت توجه سياسته· وفي 10 مارس سنة 1792 عين وزيراً لداخلية الملك بوساطة بريسو · وفي هذه الأثناء أصبح لمانو Manon صالونا كان يلتقى فيه بانتظام بريسو وبيتيو Petion وكوندرسيه وبوزو رضي الله عنهuzot وغيرهم من الجيرونديين، ليضعوا خططهم · وكانت تقدم لهم الطعام والمشورة، كما كانت تقدم لبوزو حبها بشكل سرى (كانت على علاقة عشق به)، وقد تبعتهم أو سبقتهم بشجاعة إلى الموت·
لقد كانت فترة عصيبة للثورة، فالمهاجرون (الذين تركوا فرنسا بسبب الثورة) كانوا قد جمعوا بحلول عام 1791 عشرين ألف فرقة في كوبلنز Coblenz وراحوا يتقدمون مع منجديهم لتقديم العون· واستجاب فريدريك وليم الثاني في بروسيا لأنه وجد إمكانية انتهاز الفرصة لتوسيع مملكته على طول الراين، وجوزيف الثاني إمبراطور الإمبراطورية الرومانية المقدسة قد يكون السبب الوجيه بالنسبة له لخوض حرب ضد فرنسا هو مساعدة أخته لكن شعبه أيضا كان في حالة ثورة، وما لبث أن مات ولم يكن أخوه ليوبولد الثاني Leopold الذي خلفه على عرش الإمبراطورية في سنة 1790 ميالاً للحرب، ومع هذا فقد أصدر هو وملك بروسيا "إعلان بيلنتس Pillnitz " التحذيري في 27 أغسطس سنة 1791 دعيا فيه حكام أوروبا الآخرين للانضمام إليهما في جهودهما ليعيدوا إلى فرنسا
"الشكل الملكي لحكومتها لتكون مرة أخرى متمشية مع ما للملوك من حقوق ولتحسين أوضاع الأمة الفرنسية وازدهارها"·
ومن الغريب أن نقول إن كلا من أنصار الملكية وأنصار الجمهورية كانوا يفضلون الحرب، فملكة فرنسا طالما حثت إخوتها على القدوم لإنقاذها، وكان الملك قد طلب صراحة من حكام بروسيا وروسيا وإسبانيا والسويد والإمبراطورية الثنائية (النمسا المجر) جمع قوات مسلحة لإعادة السلطان الملكي إلى ملك فرنسا · وفي 7 فبراير سنة 1792 وقعت النمسا وبروسيا حلفا عسكريا ضد فرنسا، فقد كانت النمسا في توق شديد للاستيلاء على الفلاندرز Flanders، وكانت بروسيا لا تقل عنها توقا للاستيلاء على الألزاس صلى الله عليه وسلمlsace ·