قصه الحضاره (صفحة 14717)

وكانت ذات روح عالية وهي طفلة، فمن أقوالها: "في مناسبتين أو ثلاث عندما ضربني أبي عضضت فخذه الذي كان يجلسني عليه" ولم تفقد عضتها أبدا، لكنها قرأت أيضا حيوات القديسين، وتطلعت - وكأنها تتنبأ - إلى الاستشهاد (الموت في سبيل المبدأ) وشعرت بالجمال وأحست بجلال الطقوس الكاثوليكية واحتفظت باحترامها للدين وبعض الكتابات التي تناولت العقيدة المسيحية حتى بعد استمتاعها بكتابات فولتير وديدرو ودهولباخ ودلامبير ولم تهتم كثيرا بروسو وكانت صارمة جداً إزاء مشاعره، وبدلاً من ذلك فقد أضاعت قلبها لبروتس رضي الله عنهrutus ( شخص آخر) ومن كليهما أصبحت هي والجيرونديون يؤمنون بالمثل السياسية نفسها، وقد قرأت أيضا خطابات مدام سيفنيه Sevigne لأنها كانت تتطلع إلى كتابة نثر كامل الأوصاف·

وكان هناك من طلب يدها للزواج لكنها كانت واعية بمآثرها فلم تكن لتقبل أي عشيق عادي، وربما وجدت أنه من الأفضل أن تجد حلا وسطا، وكان هذا عندما بلغت الخامسة والعشرين من عمرها فوجدت في رولان Roland الآنف ذكره: "عقلا قويا وأمانة واستقامة ومعلومات وكياسة···· فقد جعلني وقاره أنظر إليه بتقدير كما هو بدون أي اعتبار للجنس" · وبعد زواجهما في سنة 1780 عاشا في ليون التي وصفتها بأنها: "مدينة جرى تشييدها بفخامة بالإضافة إلى موقعها المهم، انتعشت فيها التجارة والصناعة··· مشهورة بأثريائها الذين يحسدهم على ثرائهم حتى الإمبراطور جوزيف " وفي فبراير سنة 1791 تم إرسال رولان إلى باريس ليدافع عن مصالح تجارة ليون وأشغالها أمام لجان الجمعية التأسيسية، وحضر اجتماعات نادي اليعاقبة وكون صداقة قوية مع بريسو، وفي سنة 1791 أقنع زوجته بالانتقال معه إلى باريس·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015