وقد ظهرت التيارات (الاتجاهات) المختلفة للأندية في أثناء الانتخابات التي استوعبت ببطء أوراق الاقتراع السري على الجمعية الجديدة (التشريعية) إذ تم الاقتراع في شهري يونيه وسبتمبر سنة 1791، فالموالون Loyalists الذين هذبهم التسامح والتعليم عولوا على حث الناخبين وعلى تقديم الرشاوى لجمع الأصوات لصالحهم، أما اليعاقبة وأعضاء النادي الفرانسيسكاني (الكوردلير) الذين عركتهم الأسواق والشوارع فقد زاوجوا في دعايتهم الانتخابية بين الرشوة واستخدام القوة (الإرغام) لقد فسروا القانون تفسيرا مفصلا إلى أبعد مدى ومنعوا أي شخص رفض أن يقسم يمين الولاء للدستور الجديد من الإدلاء بصوته، ومن هنا فإن غالب الكاثوليك المتدينين قد جرى استبعادهم تلقائيا· وتم تنظيم الجموع للإغارة على الاجتماعات التي يعقدها الموالون loyalists وتشتيت المجتمعين فيها، كما حدث في جرينوبل Grenoble، وفي بعض المدن مثل بوردو رضي الله عنهordeaux منعت السلطات البلدية كل اجتماعات النوادي ما عدا نادى اليعاقبة وحدث في مدينة واحدة أن أحرق اليعاقبة وأنصارهم صندوق اقتراع كانوا يشكون أنه يضم أصواتا غالبها محافظ ·
ورغم هذه المظاهر الديمقراطية فلم تؤد الانتخابات إلى وصول أقلية أساسية تسعى للحفاظ على الملكية إلى الجمعية التشريعية· وشغل الفويلان Feuillants وعددهم 264 عضوا القسم الأيمن من القاعة، لذا فقد أعطوا اسمهم (المحافظون) في كل مكان لكل من اتخذ مجلسه إلى اليمين· وجلس اليعاقبة والكوردليير (جماعة أصدقاء الإنسان والمواطن) إلى اليسار في القسم المرتفع الذي أطلق عليه اسم الجبل وبالتالي فقد عرفوا باسم الجبليين Montagnards وفي الوسط جلس 355 عضوا رفضوا تصنيف أنفسهم ومن ثم فقد أطلق عليهم اسم أهل السهل Plain · ومن بين 755 عضواً كان هناك 400 قانوني كانوا ملائمين لطبيعة الجمعية التشريعية· والآن فقد خلف القانونيون رجال الدين في السيطرة على البلاد· وكان أعضاء الجمعية التشريعية كلهم تقريبا من الطبقة الوسطى، فلا زالت الثورة إذن عيدا للبرجوازية·