"كان من الممكن أن يبقى نظام النبالة القديم لو عرف النبلاء بقدر كاف أن يسيطروا على المطبوعات··· لقد أدى ظهور المدافع إلى قتل النظام الإقطاعي، أما الحبر فسيقتل النظام الحديث "·
وكادت النوادي أن يكون لها تأثير الصحف نفسه، فنادي البريتون The رضي الله عنهreton Club الذي تبع الملك والجمعية إلى باريس أعاد تسمية نفسه بجمعية أصدقاء الدستور Society of Friends the Constitution وأجرت حجرة في الدير اليعقوبي السابق بالقرب من التوليري Tuileries ليعقد الأعضاء فيها اجتماعاتهم، وفيما بعد توسعوا في المكان فضموا المكتبة بل وحتى المصلى · وكان اليعاقبة Jacobins كما أطلق عليهم التاريخ في البداية يمثلون كل أعضاء هذا النادي أو الجمعية لكنهم سرعان ما أثروا جماعاتهم بضم أشخاص مبرزين في العلوم والآداب والسياسة أو إدارة الأعمال· وهنا وجد الأعضاء السابقون (في الجمعية الوطنية) مثل روبيسبير الذي نحى نفسه عن عضوية الجمعية التشريعية منطلقاً جديداً يمارسون منه السلطة· وكانت الديون مرتفعة فحتى سنة 1793 كان معظم الأعضاء من أفراد الطبقة الوسطى ·
وتضاعف تأثير اليعقوبيين بفعل منظمة النوادي المنتسبة إليهم في كثير من كومونات فرنسا (الكومون هنا تنظيم إداري أصغر من الدائرة أو المحافظة) والتي اتفقت جميعا على الاعتراف بالنادي الأم وبقيادته في مجالي الفكر والإستراتيجية· وفي سنة 1794 كان هناك نحو 6,800 ناد يعقوبي تضم جميعا نصف مليون عضو · وكان اليعاقبة يشكلون أقلية منظمة وسط جماهير (أغلبية) غير منظمة· وعندما أيدت الصحف سياساتهم أصبح تأثيرهم في المحل الثاني لا يسبقه سوى تأثير الكومونات (البلديات) التي تتحكم في التشكيلات المحلية للحرس ا لوطني من خلال مجالسها البلدية وأقسامها التأسيسية·