في 3 أبريل طلبت وفود من ناخبي باريس من الجمعية تحويل كنيسة القديس جنيفيف St. Genevieve إلى ضريح ومقبرة لأبطال فرنسا، وهذا البانثيون Pantheon كما أطلق عليه لا بد أن ينقش على مدخله "إلى عظماء الأمة، فبلاد أجدادهم ممتنة لهم"، وتم تنفيذ ذلك وتم دفن ميرابو في هذا المثوى في 4 أبريل وحضر جنازته فيما يقول ميشيل Michelet عدد غفير فكانت أكبر الجنازات التي شهدها العالم وأكثرها شعبية وقدر المؤرخون عدد من حضرها ما بين 300,000 و400,000 ملئوا الشوارع وتسلقوا الأشجار وأطلوا من النوافذ ومن فوق أسطح المنازل وحضرها كل أعضاء الجمعية الوطنية كلهم ما عدا بيتيو Petion ( الذي كان لديه دليل سري على أن ميرابو تلقى أموالاً من الملك) وحضرها كل أعضاء نادى اليعاقبة كلهم وعشرون ألفا من الحرس الوطني، لكأنما ينقلون رفات فولتير أو رفات واحد من أولئك الذين لا يموتون أبداً · وفي 10 أغسطس ظهرت أدلة من بين أوراق الملك تشير إلى دفعه مبالغ لميرابو، وفي 22 سبتمبر سنة 1794 صدرت الأوامر في اجتماع للجمعية بنقل رفات البطل الملوث من البانثيون (مقبرة الخالدين) ·
8 - إلى فارين Varennes: 20 يونيو 1791
لقد قاوم الملك إلحاح النبلاء والملكة بضرورة الهرب من باريس وربما من فرنسا كلها ليعود مزودا بجيش قوي فرنسي أو أجنبي يمكنه من إعادة ترسيخ وضعه على العرش، ومع أن الملك كان غير راض عن تجريد النبلاء والإكليروس والملكية من صلاحياتهم القديمة ومع أنه كان مقتنعا أن شعْبا كالشعب الفرنسي يتسم بالعنف والطيش والفردية سينصاع لغياب الحكم ولن يسمح بفرض القيود وصدور المراسيم التي تتأصل بمرور الوقت، فإنه - أي الملك - راح يعلق الآمال على السلطات والصلاحيات غير المؤثرة التي لا تزال في حوزته،