قصه الحضاره (صفحة 14674)

ولم يكن مظهر روبيسبير يدعم دورة كخطيب فقد كان طوله لا يزيد على خمسة أقدام وثلاث بوصات، وكان وجهه عريضاً ومسطحاً شوهه الجدري، وكانت عيناه ضعيفتين محاطتين بدائرتين، وكان لونهما أزرق مخضراً حتى إن كارليل Carlyle أطلق عليه اسم "روبسبير البحر الأخضر" وله بعض العذر في ذلك· وكان روبيسبير يدعو إلى الديمقراطية ويدافع عن حق الذكور البالغين في الانتخاب رغم أن ذلك قد يجعل من أدنى الطبقات شركاء في الحكم بل ويجعل رايتهم ترتفع فوق الجميع· لقد عاش عيشة بسيطة كعيشة أحد أفراد طبقة العمال لكن لم يقلد ذوى السراويل (البنطلونات) الطويلة المعروفين باسم السانس كلوت (أي الذين لايرتدون الشورتات "الكلوتات" القصيرة) لقد كان يلبس سترة خطافية (فراك) زرقاء غامقة نظيفة، وسروالاً (بنطلوناً) قصيرا يصل إلى الركبة وجورباً حريرياً، وقلما كان يغادر بيته قبل أن ينثر المساحيق على شعره·

وكان يسكن مع نجار اسمه موريس دبلي Maurice عز وجلuplay في شارع سانت أونري Rue St-Honore وكان يتغذى على مائدة الأسرة وكان يدفع لقاء ذلك ثمانية عشر فرنكا في اليوم· وكان ينطلق من هذا المستوى المتدني (مستوى الحضيض) ليتحرك في معظم أنحاء باريس، وبعد ذلك في معظم أنحاء فرنسا· لقد كان يتحدث بشكل متتابع تتابعا ملحوظا عن الفضيلة، وكان يطبقها بقسوة وصرامة وعناد أمام الجماهير، أما في علاقاته الخاصة فقد كان "كريما عطوفا بل وكان مستعدا لتقديم الخدمات" على حد قول فيليبو بوناروتي Filippo رضي الله عنهunoarrotti الذي كان يعرفه جيدا ·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015