وانزعج الملك من فكرة عزله فاستدعى نيكر وولاه وزارة المالية (1788)، وأصدر بناء على حث نيكر له دعوة للفرنسيين بأن ينتخبوا ممثليهم من النبلاء ورجال الدين والعوام ويرسلوهم إلى فرساي ليشكلوا مجلس طبقات الأمة (لم ينعقد مجلس طبقات الأمة منذ سنة 1614) ليقدم له المشورة والدعم لمواجهة مشاكل المملكة· وكانت دعوة الملك لعقد مجلس طبقات الأمة هي الملاذ الأخير والخطير الذي اضطر للجوء إليه والذي قد يؤدي إلى إنقاذ عرشه أو الإطاحة به· وقد أصدر الملك دعوته هذه في 8 أغسطس سنة 1788·
وثمة بعض الملامح الجديرة بالملاحظة حول هذه الدعوة التاريخية التي وجهتها الحكومة لأنها طوال نحو قرنين من الزمان لم تكن تفكر في طبقة العوام إلا باعتبارهم مجرد دافعي ضرائب وموردي طعام، و- دوريا- وقود حرب· وقد أعلن الملك في البداية بناء على حث نيكر له أن طبقة العوام لا بد أن يكون لها ممثلون (نواب) بقدر عدد نواب الطبقتين الأخريين (طبقة النبلاء وطبقة الأكليروس)، في هذا الاجتماع القادم· وكانت طبقة النبلاء معترضة على هذا الإعلان الملكي· أما الأمر الثاني: أن تكون الانتخابات في فرنسا أقرب ما تكون إلى نظم الانتخابات العالمية بالنسبة للبالغين؛ فأي رجل يبلغ السابعة والعشرين من عمره أو أكثر، يكون قد دفع في العام الماضي أي ضرائب للحكومة مهما قلت قيمتها، له حق التصويت في المجالس المحلية Local assemblies التي ستنتخب ممثليها لتمثيل المنطقة في باريس· والأمر الثالث أن الملك أضاف إلى دعوته طلبا من المجالس المنتخبة كلها أن تقدم له تقارير ... Cahier لتحديد المشكلات وطلبات كل طبقة في كل مقاطعة أو إقليم district مع اقتراحات وتوصيات لعلاج هذه المشكلات ورسم سبل للإصلاح· ولم يحدث أبداً قبل ذلك - فيما تعي ذاكرة الفرنسيين - أن طلب أي من ملوكهم مشورة شعبه·