وبعد أن لبث الملك عدة شهور مترددا مشوش الفكر استدعى جاك نيكر Jacques Necker وهو خبير مال سويسري يدين بالمذهب البروتستانتي ومقيم في باريس ليكون مشرفا على أمور الخزانة (1777 - 1781) ·
وفي ظل هذا الغريب غير الكاثوليكي نفذ الملك لويس برنامجا شجاعا لإصلاحات صغرى؛ فقد سمح بتشكل مجالس (جمعيات) منتخبة على المستوى المحلي ومستوى المقاطعات لتعبر عن أهالي هذه المناطق لتكون كجسر يسد الفجوة بين الشعب والحكومة· وأعلن الملك رفضه لنظام السخرة Corveé، وكان إعلانه هذا صدمة لطبقة النبلاء، بل لقد أعلن في بيان أمام الجمهور (1780)
"أن الضرائب المفروضة على القطاعات الأشد فقرا من رعايانا قد زادت زيادة كبيرة أكثر بكثير مما زادت فيه الضرائب على القطاعات الأخرى جميعا" وعبر عن "أمله في أن يفكر الأغنياء في تحمل الأعباء التي كان يجب أن يشاركوا الآخرين في حملها منذ مدة طويلة"
وقام الملك بتحرير الأقنان (عبيد الأرض) في ممتلكاته ولكنه قاوم ما حثه نيكر عليه بتطبيق ذلك على الأقنان في أراضي النبلاء والإكليروس· وأسس الملك مراكز للرهن (مراهن) لتقرض الأموال للفقراء (بعد إيداع رهن) بنسبة ربح 3%، ومنع استخدام أساليب التعذيب مع الشهود ومرتكبي الجرائم· ووعد بإلغاء الزنزانات في فينسين Vincennes وأن يدمر الباستيل رضي الله عنهastille ضمن برنامج لإصلاح السجون·
ورغم أن الملك كان تقيا متمسكا بكاثوليكيته إلا أنه سمح بقدر كبير من الحرية الدينية للبروتستانت واليهود · ورفض أن ينزل العقاب بأصحاب الأفكار الحرة، بل لقد سمح لمؤلفي الكتيبات (مصدري النشرات) الغلاظ الذي لا يرحمون أن يصفوه بأنه ديوث، ويصفوا زوجته بأنها بغي ويصفوا أولاده بأنهم أولاد زنا· ومنع حكومته من التجسس على مراسلات المواطنين الخاصة·