قصه الحضاره (صفحة 14652)

وكانت طبقة الهيئة الكهنوتية الكنسية - من كاردينالات ورؤساء أساقفة وأساقفة ورؤساء أديرة - هي أغنى الطبقات جميعاً، بينما كان القسس ومساعدوهم Pastors & Curates في الريف الفرنسي من بين أفقر خلق الله· ومن هنا وجدنا أنه في أثناء الثورة انضم الإكليروس من الرتب الأدنى درجة (كالقسس والرعاة السابق ذكرهم) إلى عامة الشعب ضد سادتهم، وبذا طغى العامل الاقتصادي على العامل الديني · وكانت الحياة في الأديرة (حياة الرهبنة) قد فقدت بريقها، فطائفة الرهبان البنيدكتيين رضي الله عنهenedictines الذين بلغوا في فرنسا في سنة 1770م، 6434 راهبا قد تقلص عددهم في سنة 1790 ليصبح 4300، وفي سنة 1780 كانت تسع [أخويات] دينية (روابط أو تجمعات قائمة على أسس دينية) قد حلّت، وفي سنة 1773 كان جماعة الجزويت Jesuits ( جماعة يسوع) قد تفككت وتدهورت أحوال الدين بشكل عام في المدن الفرنسية، فكانت الكنائس في كثير من المدن نصف خاوية،

وفي الريف زاحمت العادات الوثنية والخرافات القديمة عقائد الكنيسة وطقوسها، مزاحمةً فعالة· وعلى أية حال فقد كانت الراهبات لا يزلن يكرسن أنفسهن لتعليم الدين والتمريض بحماس، وكن يحظين بتقدير الأغنياء والفقراء على سواء· وحتى في هذا العصر المتسم بالنزوع للشك والاتجاهات العملية كان هناك الآلاف من النسوة والأطفال والرجال الذين استعانوا على قسوة الحياة بالتقوى فراحوا يعزون أنفسهم بحكايات القديسين وراحوا يخففون من حدة أيامهم الرتيبة المرهقة بممارسة الشعائر في الأعياد الدينية، وفي الاسترخاء، ووجدوا في الآمال الدينية ملاذاً يلوذون به ضد ما اعتراهم من ارتباك وقنوط·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015