قصه الحضاره (صفحة 14631)

وقد لاحظ بعض الباحثين في مقارنة الأديان أن: " نظرة الإسلام السني تشبه على نحو ما نظرة أتباع الحركة المناهضة للتثليث" Unitarianism ورغم أن سيرفيتوس كان واحدا من كثيرين قالوا بعدم التثليث إذ أن القائلين بهذه الأفكار كانوا يشكلون حركة - إلا أن شهرته واحتفاء المراجع به ترجع إلى أن الرجل لم يكن نكرة في عالم الدين والعلم· فهو عالم وطبيب ولاهوتي من أصل إسباني ودارس متعمق للقانون· لقد كان قمة من قمم العلم في القرن السادس عشر· ولا يخلو كتاب من كتب تاريخ العلوم من الإشارة إليه، فقد ترجم كتاب الجغرافيا لبطليموس Ptolemy's Geography وهو أحد المكتشفين الكبار لتركيب الدم وحركة الدم في الرئة the pulmonary circulation of the blood كما كان عالما في مجال التشريح ووظائف الأعضاء، ورغم إحراق سيرفيتوس فإن أفكاره لم تمت·

فسرعان ما دافع عن أفكاره صديقه عالم النبات ليوناردفكس Leonard Fucks ولعل كون سيرفيتوس من أصل إسباني، بالإضافة لاتهام أعدائه له بأنه تركي أو متأثر بالترك، لا يجعلنا نستبعد تأثيرات إسلامية على تفكيرة كما لا نستبعد بالقدر نفسه أن تكون أفكاره هذه مستقاة من أصول إنجيلية صحيحة، خاصة وأن وجهة النظر الإسلامية تشير من خلال القرآن الكريم إلى أن المسيحية في بدايتها كانت من أديان التوحيد الخالص·

والواقع أنه عندما أحرق أهل جنيف سيرفيتوس أحرقوا معه كل طبعات كتبه فيما عدا نسخاً قليلة وتكفلت محاكم التفتيش بإحراق النسخ التي كان بعض الناس يحتفظون بها لأنفسهم، لهذا وجدنا المراجع تختلف اختلافا شديدا فيما ذهب إليه سيرفيتوس· ففي حين نجد بعض الباحثين يذكرون أن سيرفيتوس لم يجعل المسيح (عليه السلام) إلها، وأنه قد وضعه في مرتبة أقل مما يضعه سائر المسيحيين، نجد مراجع أخرى تذكر غير ذلك·

طور بواسطة نورين ميديا © 2015