"تشكلت في باريس سلطة مدينة جديدة في فندق "دي فيل"· وكانت تتألف من الناخبين الثانويين الذين التقوا في الأصل لانتخاب ممثلي باريس بالطبقة الثالثة من مجلس الطبقات· وكان العمدة الجديد هو "بيلى" الذي أشرف على قسم ملعب التنس· وفي اليوم التالي لسقوط "الباستيل" تم الاعتراف بالمليشيا البرجوازية كحرس قومي،······ الخ " ·
وهكذا وجدنا الثورة الفرنسية تجرى أحداثها في فنادق، خاصة أن كلمة (أوتيل Hotel) وجدت في سياقات أخرى مختلفة، وبهذا أحضر نابليون المدافع من فندق، واجتمعت سلطة باريس في فندق،······· وهذا طبعا غير صحيح·
والحقيقة أن اللغة الانجليزية قد دخلتها ألفاظ فرنسية كثيرة منذ القرن الحادي عشر للميلاد، وزادت هذه الألفاظ بشكل ملحوظ بعد الثورة الفرنسية· سنجد في المعاجم الإنجليزية Corvee بمعنى السخرة، و Coup d'etat بمعنى انقلاب، وسنجد في القصر الملكي صالة للمسرات البريئة Hotel des Menu Plaisirs، وفي المعاجم الإنجليزية كذلك سانس كولوت Sans Colotts، وكلمة emigrés أي الذين هاجروا من فرنسا بعد أحداث الثورة الفرنسية، وغير ذلك كثير·
أما الكلمتان المضللتان اللتان نود التوقف أمامهما كثيرا فهما كلمة heresy وترجمتها الحرفية هرطقة وكلمة atheist وترجمتها الحرفيه ملحد· فمن المفهوم أن شخصا ما عندما يصف آخر بالكفر فإنه يعنى أنه غير مؤمن بما يؤمن به هو· وهكذا فالبوذي بالنسبة للزرادشتي كافر أو ملحد، والزرادشتي بالنسبة للبوذي كافر أو ملحد، والهندوسي بالنسبة للمانوي كافر أو ملحد، والعكس بالعكس، وهكذا يتحدث كل شخص من خندقه أو من منطلقه أو من خلفيته الثقافية هو، وعلى ذلك فعندما أقرأ في كتاب أوروبي أن جماعة ما أو شخصا ما من الملحدين أو من الهراطقة فإن هذا يتطلب مني أن أعرف خلفية المؤلف الدينية والثقافية ولا أكتفي بنقل الكلمة حرفيا، وانتهى الأمر·