وليس الأمر كذلك، ولدينا في التراث العربي الحديث أمثلة، فالمصريون كانوا حتى مطلع الخمسينات يقولون هذا مطربش (أي من لابسي الطرابيش) وهذا ليس مطربشا، وهذا لا يعني أنه لا يغطي رأسه بالضرورة وإنما المعنى أنه ليس (أفندي) أو ليس متعلما أو أنه جاهل، وفي العامية أيضا نصف فلاناً بأنه (حافي) وهذا يعني أنه هَمَل رقيق الحال، ولا يعني بالضرورة أن الرجل بغير خف أو نعال، وفي ثقافات أخرى كانوا يقولون حتى وقت غير بعيد: هذا لا يليق به "بشت" أو أنه يرتدي "بشتا" فأفسح له الطريق، وليس المعنى أن من لا يلبس بشتا عاريا بالضرورة· وترجم بعض المترجمين الكلمة (سانس كولوت) بما هو أسوأ إذ وصفهم بأنهم (العراة) كما في النص التالي:
"··ولفت بعض المؤرخين، حديثاً، الانتباه إلى ثورة أكثر تقدما وأكثر أصالة، قادها المسعورون Les enrages وهم فرقة متطرفة أكثر إلى اليسار من العراة Sans culottes ومن اليعاقبة، كانت تحلم بإعادة صنع شاملة للنظام الاجتماعي، وبإلغاء كل تفاوت· وتقع حركة بابوف، وان كانت مختلفة، ضمن نفس الامتداد" ·
وهذا بطبيعة الحال خطأ صراح رغم أنها الترجمة اللفظية - وليس الحضارية- الدقيقة·
وطائفة أخرى اكتفت بكتابة الكلمة كما هي لكن بحروف عربية أي (السانس كولوت) فماذا يفهم العربي؟ لا بد إذن من مقابل عربي لهذه الكلمة (الذين يرتدون السراويل الطويلة) مع عبارة شارحة توضح وضعهم الطبقي·
عبارة أخرى تردّدت في ثنايا هذا الكتاب، وفي الكتب الأخرى التي تعرضت للثورة الفرنسية وهي Hotel de la ville والعبارة تعنى دار البلدية أو دار المجلس البلدي·
حقيقة إن من بين معاني "أوتل Hotel " ( فندق)، لكن لها معاني أخرى، والأهم من ذلك أن هناك لغة اصطلاحية اصطلح عليها أصحاب كل لغة· نقرأ في بعض الترجمات العربية على سبيل المثال مثل هذا: