1766 بدأ برندلي شق قناة الجراند ترنك التي ربطت نهري ترنت ومرزي ففتحت بذلك طريقا مائياً عبر وسط إنجلترا من البحر الأيرلندي إلى بحر الشمال. وربطت قنوات أخرى نهر ترنت بالتيمز، ومانشستر بلفربول، ولم تنقضي ثلاثون سنة حتى خفضت مئات القنوات الجديدة تكاليف نقل التجارة في بريطانيا تخفيضاً كبيراً.
أما وقد توفر للثورة الصناعية المواد والوقود والنقل، فقد بقي عليها بعد ذلك أن تستكثر من السلع. وكان الطلب على الآلات اللازمة لتعجيل الإنتاج على أشده في المنسوجات. فالناس في حاجة إلى الكساء، والجنود والصبايا كان يجب تموينهم بالأزياء الخاصة بهم. وكان القطن يدخل إنجلترا بمقادير تتزايد بسرعة-ثلاثة ملايين رطل في 1753، واثنان وثلاثون مليوناً في 1789 (10)، ولم يكن في طاقة العمل اليدوي أن يصنع بضائع مصقولة في الوقت الذي يلبي فيه الطلب. إن تقسيم العمل الذي كان قد تطور في حرف الكساء أوحى باختراع الآلات وشجعه.
وكان جون كاي قد بدأ ميكنة النسيج بفضل مكوكه الطائر (1733)، ولويس بول ميكن الغزل بطريقة البكر (1783). وفي 1765 غير جيمس هرجريفز، وهو من أهالي مدينة بلاكبيرن بلانكاشير وضع عجلة الغزل فجعلها أفقية يدل أن تكون رأسية، وركبة عجلة فوق أخرى، وشغل ثماني منها ببكرة واحدة وسير، ونسج ثمانية خطوط في وقت واحد، ثم أضاف مزيداً من القوة من المغازل حتى استطاع مغزله Spinning Jenny ( وجني هو اسم زوجته) أن ينسج ثمانين خطاً في وقت واحد. وخشي الغزالون اليدويون أن تفقدهم هذه البدعة حرفتهم وقوتهم، فحطموا آلات هارجريفز فهرب لحياته إلى نوتنجهام حيث أتاح نقص العمال لمغازله أن تركب. فلما حلت سنة 1788 كان عددها في بريطانيا قد بلغ عشرين ألفاً، وكانت عجلة الغزل بسبيلها إلى أن تصبح حلية رومانسية.
وفي 1769 وفق رتشارد آركرايت بناء على اقتراحات ميكانيكيين شتى في تطوير "إطار مائي" تستطيع قوة الماء بواسطته أن تحرك ألياف القطن