ميخائيل بوشبرج. وقد كتب إليه موتسارت في يونية 1788 يقول:
"ما زلت مديناً لك بثماني دوقاتيات. ورغم أني في هذه اللحظة لست في وضع يمكنني من سداد هذا المبلغ لك، فإن ثقتي فيك لا حد لها، بحيث أجرؤ على التوسل إليك بأن تسعفني بمائة جولدن حتى الأسبوع القادم وهو الموعد المحدد لبدء حفلاتي الموسيقية في الكازينو. عندئذ سأكون بالتأكيد قد تسلمت نصيبي الذي وعدتُ به فأستطيع بغاية السهولة أن أرد لك 136 جولدناً مقروناً بأحر عبارات شكري (87) ".
وأرسل أليه بوشبرج المائة جولدن. وشجع هذا موتسارت، فرجاه (17 يونيو) في إقراضه ألف جولدن أو ألفين لمدة عام أو عامين بفائدة مناسبة "وكان قد ترك متأخرات من إيجار بيته القديم دون أن يدفعها، فهدده المالك بحبسه، فاستدان موتسارت ليؤدي له دينه. والظاهر أن بوشبرج لم يوافه بكل ما طلب، لأن المؤلف اليائس أرسل إليه توسلات جديدة في يونيو ويوليو. وفي تلك الشهور النكدة المزعجة ألف موتسارت "السمفونيات الكبرى" الثلاث.
ثم رحب بدعوة أتته من الأمير كارل فون لشنوفسكي ليركب معه إلى برلين. واقترض لتلك الرحلة مائة جولدن من فراتنز هوفدميل. وغادر الأمير والصعلوك فيينا في 8 إبريل 1789. وفي درسدن عزف موتسارت أما الأمير الناخب فردريك أغسطس فظفر بمائة دوقاتية. وفي ليبزج عزف في حفلة عامة على أرغن باخ، وتأثر بترتيل فرقة "تماستولي" ليموتيته باخ "أنشدوا للرب". Singet عز وجلem Herron. وفي بوتسدام وبرلين (28 إبريل إلى 28 مايو) عزف لفردريك وليم الثاني، فنفحه بسبعمائة فلورين، مع تكليف بست رباعيات وست صوناتات. ولكن مكاسبه أنفقت بسرعة عجيبة، وقد عزت شائعة غير مؤكدة بعض هذا الإنفاق إلى صلة غرام بمغنية برلينية تدعى هنرييته بارونيوس. (88) وفي 23 مايو كتب إلى كونستانتسي يقول "أما عن عودتي فعليكِ أن تتطلعي إليّ أنا أكثر من التطلع إلى النقود (89) " ووصل أرض الوطن في 4 يونيو 1789.