قصه الحضاره (صفحة 13368)

الكراولة الذي انتخب البابا إنوسنت الثالث عشر، ومات عام 1752 وقد بلغ الثامنة والثمانين. وفي 17 فبراير 1720 وقع مبعوث أسباني بلندن معاهدة نزل فيها فليب عن كل حق يدعيه في عرش فرنسا، ونزلت أسبانيا عن صقلية للنمسا، ووعدت إنجلترا برد جبل طارق إلى أسبانيا، وتعهدت الحلفاء بأن يكون لنسل إيزابيللا الحق في وراثة بارما وتسكانيا.

وفي مجال السياسة الدولية سرعان ما ينقلب الحلفاء أعداء، ويصبح الخصوم أصدقاء رسمياً. ودعماً للسلام مع فرنسا، كان فليب قد خطب ابنته ماريا أنا فكتوريا التي لم تسلخ من عمرها سوى عامين، للويس الخامس عشر في 1721، وأرسل إلى فرنسا (1722) وسط دهشة الجمع. ولكن في 1725 ردتها فرنسا لعل لويس أن يتزوج امرأة تستطيع الاضطلاع فوراً بمهمة انجاب وريث له. ورأت أسبانيا في هذا الرد إهانة، فتحالف مع النمسا، ووعد الإمبراطور شارل السادس بمساعدة أسبانيا على استعادة جبل طارق، فلما حاول جيش أسباني الاستيلاء على ذلك المعقل لم يأت العون من النمسا؛ وفشلت المحاولة، ولم تصطلح أسبانيا مع إنجلترا وحسب، بل ردت لها احتكار الازينتو صلى الله عليه وسلمsiento الذي يبيح لها بيع العبيد للمستعمرات الأسبانية، ومقابل هذا تعهدت بريطانيا بأن تجلس الدون كارلوس، ابن إيزابيللا، على عرش دوقية بارما. وفي 1731 اتجه كارلوس وستة آلاف أسباني إلى إيطاليا في حراسة أسطول إنجليزي. ونزلت النمسا عم بارما وبياتشنزا لكارلوس رغبة في الحصول على تأييد بريطانيا وأسبانيا لها في ارتقاء ماريا تريزا للعرش الإمبراطوري. وفي 1734 رفع كارلوس نفسه إلى عرش نابلي. وهكذا اكتمل نصر إيزابيللا.

على أن فليب أصابته نوبة من الاكتئاب أخذت بعد عام 1736 تنحدر أحياناً إلى درك الجنون. فقبع في ركن من حجرته، ظاناً أن كل الداخلين عليه ينوون قتله، وعافت نفسه الأكل مخافة أن يدس له السم فيه. وظل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015