عاماً للصناعات تحت رئاسة طورجو. وسقط بسقوطه (1776). وعاون على المفاوضة مع إنجلترا على عقد المعاهدة التي اعترفت باستقلال أمريكا (1783) وانتخب عضواً بمجلس الأعيان (1787) والجمعية التأسيسية (1789). وتمييزاً له في هذه الجمعية عن عضو آخر يدعى ديون، سمي ديون دنمور، نسبة للمدينة التي مثلها. وقد عرض اليعاقبة فتعرض للخطر حين تقلدوا زمام الأمور، وفي 1799 نفى نفسه إلى أمريكا، ثم عاد إلى فرنسا عام 1802، ولكن في 1815 أختار الولايات المتحدة وطناً نهائياً له، وهناك أسس أسرة من أشهر الأسر الأمريكية.
وبدا في ظاهر الأمر أن مذهب الفيزوقراطيين يناصر الإقطاع لأن السادة الإقطاعيين كانوا إلى ذلك الحين يملكون أو يتقاضون الرسوم الإقطاعية من ثلث أرض فرنسا على الأقل. ولكنهم-وهم الذين لم يكونوا يدفعون أي ضرائب تقريباً قبل 1756 - هالهم فكرة تحميل ملاك الأرض جميع الضرائب، كذلك لم يستطيعوا أن يقبلوا إلغاء المكوس الإقطاعية على نقل البضائع داخل أملاكهم. أما الطبقات الوسطى، التي كانت إلى تشريعات جديدة، فقد ساءها زعم الفيزوقراطيين أنها شطر عقيم غير منتج من الأمة ومع أن جماعة الفلاسفة كانوا في الغالب يوافقون الفيزوقراطيين على الاعتماد على الملك أداة للإصلاح إلا أنهم لم يستطيعوا موافقتهم على مصالحة الكنيسة (41). وقد ذهب ديفد هيوم؛ الذي زار كزنيه في 1763، إلى أن الفيزوفراطيين أكر ما يوجد اليوم من الجماعات تعلقاً بالأوهام وخيلاء منذ تدمير الصوريون. وسخر منهم فولتير (1768) في قصيدته اللاذعة المسماة "الرجل ذو الأربعين أيكوه" (41). وفي 1770 أصدر فرديناند وجالياني، وهو إيطالي من المترددين على "مجمع" الملحدين الذين كان يجمعهم دولباخ في بيته كتاباً اسمه "حوار حول تجارة الغلال" ترجمه ديدرو إلى الفرنسية في السنة نفسها. وقال فولتير أن أفلاطون موليير لابد قد شاركا في كتابة هذا المؤلف في الاقتصاد الذي كان "علماً يقبض الصدر". وقد هزأ جالياني بخفة روح باريسية بزعم الفيزوقراطيين أن الأرض وحدها مصدر الثروة. وقال أن تحرير تجارة الغلال عن جميع