الموت لم تكن عبثاً غير ذي معنى. بل مقدمة لحياة أكبر تصحح وتشقى فغيها كل المظالم والقساوات الدنيوية، وسيكونون متمتعين بالسعادة والسلام مع من كانوا يحبونهم ثم فقدوهم.
فولتير: نعم كان في هذا راحة تامة، مهما تكن خداعة. أنا لم أحس بها لأني أكاد لا أعرف والدتي، ولم أرَ والدي إلا نادراً، وليس لي أولاد معروفون.
بندكت: أنت لم تكن رجلاً كاملاً، ولم تكن فلسفتك كاملة. هل عرفت يوماً حياة الفقراء؟
فولتير: عرفتها من الخارج فقط، ولكني حاولت أن أكون منصفاً وعوناً للفقراء الذين عاشوا في ضياعي.
بندكت: لقد كنت سيداً فاضلاً، وفطنت إلى أن الإيمان والعقيدة التي اعتنقها هؤلاء الذين استخدمتهم في شبابك والتي لهم فيها عزاء وسلوى، يجب أن تتجدد عن طريق التعليم الديني والقيادة ولكن في نفس الوقت كان إنجيلك المدمر الذي لا أمل فيه فينما وراء القبر يسود فرنسا بأسرها. هل أجبت يوماً على سؤال دي موسيه (3)؟ بعد أن علمت أنت أ, أتباعك الفقراء أن الجنة الوحيد التي يمكنهم الوصول إليها يجب أن يخلقوها هم أنفسهم على الأرض أو في الدنيا. وبعد أن ذبحوا حكامهم، ويظهر حكام جدد، ويبقى الفقر بالإضافة إلى خلل وفساد وعدم استقرار أكبر من ذي قبل، فماذا إذن تستطيع أن تقدم من عزاء للفقراء المغلوبين على أمرهم؟
فولتير: أنا لم أحبذ قتل حكامهم، وارتبت في أن يكون الجدد أقرب شبهاً بالقدامى، ولكن أسوأ سلوكاً.
بندكت: لن أقول إن الثورة ليس لها ما يبررها مطلقاً، ولكنا تعلمنا من التجارب والخبرات التي تراكمت ونقلتها إلينا الأجيال، أنه