قصه الحضاره (صفحة 12861)

الواسع الانتشار، وإذا أنت انتزعت من الناس المعتقدات التي نجيز لهم اعتناقها، فأنهم سيعتنقون أساطير وخرافات لا ضابط ولا حصر لها. أن الديانة المنظمة لن تخترع خرافة، بل تحول دونها. اقضِ على أية ديانة منظمة فسيحل محلها هذه المتاهة من الخرافات المخلة التي تنشأ ضغثاً على أبالة في المسيحية وتزيد في جراحها. ومع ذلك ففي العلم أشياء لا تصدق أكثر منها في الديانة. أهناك شيء أبعد على التصديق من الاعتقاد بأن حالة بعض سديم بدائي هي التي حددت وفرضت كل سطر في رواياتك؟

فولتير: وما بالك بحكايات القديسين عير القابلين للاحتراق حين يلقى بهم في النار، وحكاية القديس الذي ضرب عنقه ومشى ورقبته في يده، وحكاية مريم التي رفعت إلى السماء-أنا لم أهضم هذه الحكايات كلها.

بندكت: أن معدتك كانت ضعيفة دائماً. إن الناس لا يجدون فيها شيئاً عسيراً لأن هذه الحكايات جزء من عقيدة تساند حياتهم ويجدون فيها بعض العزاء. وهذا هو السبب في أنهم لن يعيروك أذناً صاغية طويلاً، حيث أن أنفاس حياتهم لا تتوقف على الإصغاء إليك-وهكذا ففي الصراع بين الإيمان والكفر، فأن الإيمان يكسب المعركة دائماً. أنظر كيف تكسب الكثلكة غرب ألمانيا، وتستعيد فرنسا الكافرة، وتسود أمريكا اللاتينية، ويشتد عودها في أمريكا الشمالية، حتى في أرض الحجيج والبيوريتانيين.

فولتير: أنا أرى أحياناً، أيها الأب أن ديانتكم تستعيد مكانتها، لا عن طريق صدق عقيدتكم، ولا عن طريق الجاذبية في أساطيركم، ولا بفضل استخدامكم البارع للمسرحية والفن، ولكن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015