قصه الحضاره (صفحة 12860)

بدرجة معتدلة من الحرية، ولكن المنطق أرغمني على قبول القضاء والقدر.

بندكت: أي أنك أخضعت ما أدركت مباشرة لما انتهيت إليه مت عملية تفكير طويلة مزعزعة.

فولتير: أنا لم استطع أن أدحض آراء صانع العدسات الصغير العنيد سبينوا. هل قرأت له؟

بندكت: بالطبع قرأت. إن البابا ليس مقيداً بقائمة معينة من الكتب المهذبة.

فولتير: أنت تعرف أننا اعتبرناه ملحداً.

بندكت: يجدر بنا ألا نخلع النعوت والألقاب بعضنا على بعض. أنه كان محبباً إلى نفسي، ولكنه كان مكتئباً إلى حد لا يطاق. أنه رأى الله بطريقة شاملة إلى حد لم يترك مجالاً للشخصية الإنسانية. أنه كان متديناً مثل أوغسطين، وقديساً عظيماً مثله.

فولتير: إني أحبك يا بندكت. أنك أرحم به مني.

بندكت: فلنتابع حديثنا، أسألك أن توافق على أن الفكر والوعي والإحساس بالشخصية عي أعظم الحقائق المعروفة لنا بطريق مباشر.

فولتير: حسناً .. هذا مسلم به.

بندكت: وعلى هذا أشعر بأنني نحق في رفض المادية الإلحاد والجبرية. فكل منا روح والديانة تبنى على هذه الحقيقة.

فولتير: فلنسلم بكل هذا، فكيف نجيز تلك المجموعة الضخمة من السخافات التي أضيفت إلى مذهب الكنيسة قرناً بعد قرن؟

بندكت: أنا أعلم أن هناك سخافات كثيرة وأشياء كثيرة لا تصدق، ولكن الناس كانوا يتصايحون من أجلها، وفي كثير من الأحيان نجد الكنيسة في تقبلها لهذه الأعاجيب، كانت تخضع للمطلب العام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015