قصه الحضاره (صفحة 12416)

الترافقية الذي ابتكره، وبغير ذلك من الوسائل، فتح الطريق الذي سلكته "موسوعة" ديدرو ودالامبير الخطيرة (1751 وما بعدها). وفي 1771 ظهرت في ثلاثة مجلدات الطبعة الأولى من "الموسوعة البريطانية"، أو قاموس الآداب والعلوم- من وضع بعض السادة في اسكتلندة، ومطبوعة في أدنبرة وبلغت طبعة ثانية منها (1778) عشرة مجلدات، وتقدمت على سابقتها باحتوائها التاريخ والتراجم. وهكذا اطرد نموها من طبعة لأخرى خلال مائتي عام. وما أكثر الذين تزودوا منا من هذا المحصول، وسطوا على تلك الذخيرة، غير مرة كل يوم".

وما وافى عام 1789 حتى كانت الطبقات الوسطى في أوربا الغربية لا تقل ثقافة عن طبقتي الأشراف والأكليروس. لقد شقت الطباعة طريقها، تلك كانت الثورة الأساسية رغم كل ما يقال.

2 - إلهام الدراسات الكلاسيكية

كانت الدراسات الكلاسيكية تهبط في رفق من مكان القمة الذي تربعت عليه أيام جوليوس وجوزف سكاليجر، وكازوبون، وسالماسيوس، وبنتلي؛ ولكن نيكولا فريري واصل ما نهجوا عليه من تفان جدير بالعلماء، وما حققوه من نتائج بعيدة المدى. فقد قبل عضواً في الأكاديمية) الفرنسية الملكية للمأثورات والآداب البحتة وهو في السادسة والعشرين، وقرأ لها في ذلك العام (1714) بحثاً "في أصل الفرنجة" قلب الأسطورة الفخور التي زعمت أن الفرنجة رجال "أحرار" قدموا من اليونان أو طروادة، فقال إن الأصح أنهم كانوا همجاً من ألمان الجنوبيين. وأبلغ عنه الأبية فرتو الحكومة لأنه قذف في الملكية. فزج بالعالم الشاب في الباستيل فترة قصيرة، وبعدها قصر أبحاثه على بلاد غير فرنسا. ورسم 1,375 خريطة توضح الجغرافيا القديمة. وجمع البيانات المثيرة عن تاريخ العلوم والآداب الكلاسيكية، وعن أصول الأساطير اليونانية. وقد صححت مجلداته الثمانية عن التأريخ القديم (الكرونولوجيا) كتاب جوزف يوسطس سكاليجر الخطير، وأرسى التاريخ الصيني على أسس مقبولة في يومنا هذا، فكان هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015